مدونة غزة حزينة اليوم يا محمد (الشيخ يوسف)

مع رحيل محمد الشيخ يوسف، الصحفي الشاب من غزة (مدير تحرير موقع مسبار)، الذي كان منذ يومين يحتفل بخطبته، بدت غزة الحزينة، من الاحتلال والحصار والقهر والفقر، حزينة اكثر من اي يوم مضى.
نعى محمد اصدقاؤه ومحبيه…
عن ذلك كتب أكرم الصوراني:
كان اللقاء الأوّل في “چاليري المينا” بغزّة وكان الإنفعال سيد الموقف وصراخ وضجيج وغبار ينتشر في المكان هذا يلعن أبو الأحزاب وهذا يلعن أبو الإنقسام ووسط الضجيج حنجرة كادت تفقد أحبالها مع الصراخ دفاعاً عن فكرة 15/آذار والجندي للأحزاب والكتيبه للشباب هكذا عرفته محمد الشيخ يوسف ..
صديقي العزيز فادي الشيخ يوسف رحل شقيقك محمد في غربته ورحل “الچالري” ولم يرحل ابن الكلب الانقسام ورحل منّي الكلام أعرف أن ظهرك انقصم ولا أريد أن أعرف طعم الحزن على الاخوة .. لكم والعائلة ولنا ولبعلوشة ونور وأحمد وعامر وسعيد وعزيز ووسام ومعين وأنور وعصام ومحمود وأسماء وميسون وسماح ويسرا وحسام ونبيل وبكر وحسين وآدم وأيمن ووائل وجمال وعزّة ومحمد وباسل وحسن وخليل وعبود وعلاء ودينا وأروى وفاطمة ومروة وعمر وزياد وسامر وسائد ويوسف وناصر وأسماء كثيرة ليست في الذاكرة الآن وكل أصدقاء محمد الذين عرفوه خالص مشاعر العزاء والمواساة.

وكتب مصطفى ابراهيم:
عرفت محمد الشيخ يوسف وهو طالب بالجامعة وكان دائما متمرد وحس الفكاهة يغلب على حديثه لدرجة ان المرء يشعر انه لا مبال، وكان احد الناشطين في حراك اذار ٢٠١١، لانهاء الانقسام، ومن الذين تعرضوا لمضايقات امنية. وقرر بعد ذلك السفر الى قطر للعمل حيث عمه مقيم هناك، وبقي التواصل معه بين فترة واخرى.
لا اعلم لماذا احتفظت بحديث دار بيني وبينه في ٢٠١٦،عندما طلب مني ان اجيب له عن اسئلة لمقال يكتبه عن الحرية النقابية في جامعات غزة.
رحل محمد عن الحياة فجأة من دون استئذان وهو صاحب الطاقة الكامنة والحيوية والاحلام بالمستقل، الله يرحمه ويصبر اهله ومحبيه.

وكتب محمود جودة:
كأن أحدًا ما أغلق شبابيك الفؤاد، وأسدل الستائر الثقيلة على سيل الذكريات والأمسيات والصور الجماعية، وجلس يبكي ..
سكت قلب فلسطيني في قطر، فرجفت آلاف القلوب في غزة، لقد قُطفت زهرة عُمر الصديق محمد الشيخ يوسف، وزُرعت حيث سدرة الحب والنجاة الأبدية.

نجا محمد من حروب كثيرة، ورصاص غزير، نجا محمد كثيرًا من الموت الكثيف في غزة، لكن أحدا لا ينجو من الشوق إن أتى على غفلة من القلب.

إن سكت قلب نحبه، سنندم على كل ما كان بوسعنا أن نفعله ولم نفعله، فربما لا تكون فرصة للقيا مرّة أخرى، ورُبما تكون آخر مرّة، آخر عبرة، آخر ضحكة، آخر نفس، لهذا احضنوا الأحبة دعوا الأنفاس تتمازج، فكم من خجلٍ مَنع حضناً كان ضروريًا، وكم من غُربةٍ، وكم من مسافاتٍ شاسعة، تمنع التقاء الأحبة، فتسكت بسببها عشرات القلوب.

يا أحبتي في الطين الأول، اعملوا للنهايات المؤجلة، اشبعوا من كل شيءٍ في وقته، فلا أحد يضمن دقائقه القادمة، ولا أحد يستطيع إعادة النبض للقلوب، إن غلبها الحنين وسكتت.

About The Author

1 thought on “مدونة غزة حزينة اليوم يا محمد (الشيخ يوسف)

  1. احبك من كل قلبي يا محمد .. رحمك الله و اسكنك فسيحة جناته.

    الى اللقاء صديقى .. انا لله وانا اليه راجعون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *