محور فيلادلفيا يبرز كعائق أمام صفقة المخطوفين – ولكن المشكلة مختلفة

الانطباع الذي خلقته الجولة الأخيرة من المحادثات حول صفقة المخطوفين هو أن محور فيلادلفيا هو العائق الأخير الذي يحول دون التوصل إلى اتفاق يعيد المخطوفين إلى إسرائيل. إذا كانت الأخبار حول إصرار نتنياهو على بقاء الجيش الإسرائيلي في المحور المعروف باسم “أنبوب اكسجين ارهاب حماس”، وفيما بعد تصريح رئيس الأركان بأن “الجيش الإسرائيلي سيكون قادرًا على إدارة الأمور حتى بدون فيلادلفيا”، فإن هناك مفاجأة لا تصدق هنا، ولكن لا يوجد هناك معضلة.

لا يعلم الكثيرون أن مصطلح “محور فيلادلفيا”، أُطلق ككود عسكري رمزي عشوائي عام 1982 (نتائج اتفاقية السلام). وهكذا أصبحت مسافة 14 كيلومترا من البحر الأبيض المتوسط ​​في الغرب إلى كيرم شالوم (كرم ابو سالم ) في الشرق هي المحور موضوع المقال . لاحقاً، أدى الفصل بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية الفلسطينيين بدءاً من الانتفاضة الأولى (1987) إلى البدء بحفر الأنفاق .
واصبحت هذه الانفاق عملاً اقتصاديًا يعيل العديد من العائلات على جانبي المحور . في البداية كان الهدف اقتصادياً، أي تهريب البضائع أغذية ، وسائط نقل ، مخدرات ومنتجات اوروبية وافريقية وغيرها. وشجعت الرمال الناعمة التي ميزت المنطقة على المزيد والمزيد من حفر الأنفاق بسرعة عالية نسبياً وبتكاليف ليست كبيرة.
لم تمر 20 سنة، وأصبح لدى الجيش الإسرائيلي مستخدم جديد للأنفاق، حيث احتلت حماس مكان تجار المواد الغذائية وغيرهم وبدأت في استخدام الأداة الجديدة لاحتياجات تعزيز قوتها . وحصلت إسرائيل بذلك على عدو ايديولوجي ديني متطرف بدأ يجهز نفسه بأفضل المعدات العسكرية والأسلحة القياسية والصواريخ من مديات مختلفة . وبالتدريج أصبح التهديد لإسرائيل استراتيجيًا واضطر الجيش الإسرائيلي إلى العودة واحتلال المنطقة من حين لأخر لوقف التدهور.

مع مرور الوقت، أدرك الجيش الإسرائيلي أن التخلي عن المحور كان العامل الرئيسي لتعزيز قوة حماس، وعشية يوم 7 أكتوبر، سجل نظام الأنفاق الوحشي الذي ولد من تلك “الحفريات البسيطة” قبل حوالي 40 عامًا رقمًا قياسيًا دوليًا في الحرب تحت الأرض . يحارب الجيش الإسرائيلي هذه الأنفاق ويستطيع هزيمة معظمها. ولكن ماذا سيحدث للمحور الذي يغذيهم؟
إذا اضطرت إسرائيل إلى الخروج من المحور ضمن صفقة إطلاق سراح المخطوفين ، فلن تكون هناك إلا مسألة وقت حتى تعود المشاكل وحينها سنعاقب على الإثم وسنقول: “كنا نعلم أن هذا سيحدث”. وإذا بقينا فقط على المحور نفسه، معزولين عن القطاع، فهناك احتمال كبير بأن نكون عرضة للخطر هناك، وسيكون جنود الجيش الإسرائيلي هناك الأهداف الأكثر راحة للعدو.
لكن المعضلة لا تتعلق فقط بمحور فيلادلفيا، ولا بمعبر رفح أو محور نيتسريم أو أسماء الإرهابيين الذين سيتم إطلاق سراحهم. المشكلة أكثر حدة بكثير: من سيحكم غزة في اليوم التالي. إذا قامت هناك سلطة أخرى وقامت بازاحة حماس ، فإن هذا سيكون صورة انتصار إسرائيلي واضح . لكن إذا كانت المسألة : مخطوفون أو محور فيلادلفيا، فلا مشكلة هنا. طبعا الأهم هو إعادة المخطوفين وسوف نرتب امورنا بشأن  فيلادلفيا .

المصدر: موقع معاريف

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *