محاولة أخيرة لمنع الرد – أنطلاقا من الإستعداد : إيران تستعد للرد الإسرائيلي

في الصراع الداخلي في طهران حول مسألة الرد الإيراني على إسرائيل بعد اغتيال هنية ونصر الله وعباس نيلبورشان، جاءت القرعة لصالح رد ايراني على إسرائيل.

وبعيداً عن الحاجة إلى الالتزام بسقف الردع الذي نشأ في 14 نيسان/أبريل بعد اغتيال حسن مهدوي، والذي ارتبط بـ “كسر حاجز الخوف” في إيران من الرد المباشر على إسرائيل (وهو الخط الذي كانت إيران حريصة جداً على عدم تجاوزه في الماضي ). يبدو أن القيادة في طهران أدركت أن عدم الرد سيضر بمكانة ايران في المحور وقدرتها على الردع مقابل إسرائيل أكثر من الرد نفسه .


لكن يبدو أن طهران لا تزال تأمل في إمكانية منع الرد الإسرائيلي الذي يمكن أن يؤدي إلى صراع إقليمي واسع لا مصلحة لطهران فيه. وهكذا، إلى جانب الرسائل الصادرة من طهران بشأن حقيقة أن إطلاق النار على إسرائيل كان شكلاً من أشكال “الدفاع عن النفس”، وأن الصواريخ كانت تستهدف قواعد عسكرية فقط، تؤكد إيران على استعدادها للرد الفوري على أي هجوم إسرائيلي على أراضيها. وتؤكد توقعها أن المجتمع الدولي سيمنع إسرائيل من الرد ولم تتردد حتى في التهديد بأنها ستلحق الضرر بجيرانها إذا شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في الهجوم .

وفي سياق مباشر لذلك، من المهم أن نذكر “النقاش النشط” في إيران منذ الهجوم فيما يتعلق بقدراتها النووية وضرورة إعادة النظر بإجراء تغييرات في استراتيجيتها النووية وفقا للتطورات .
وفي الوقت نفسه، تعمل طهران على الحفاظ على وحدة محور المقاومة على ضوء تخوفها من أن تؤدي الأضرار الجسيمة التي لحقت بحزب الله إلى الإضرار بتماسك المحور، بل وتهديد مشروع الوكلاء برمته . ولهذا الغرض، قام وزير الخارجية عباس عراقجي بزيارة سريعة إلى لبنان وسوريا، بهدف الحفاظ على التنسيق معهما على خلفية الهجوم الإسرائيلي المحتمل والمحادثات لوقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه وصل قائد فيلق القدس قاآني إلى لبنان بسرعة للمساعدة في جهود إعادة تأهيل حزب الله.


خلاصة القول، لا تزال طهران تحاول منع الهجوم الإسرائيلي عليها لكنها تدرك أن عليها الاستعداد عسكرياً له في ظل الاحتمال المتزايد بأن يؤتي ثماره بالفعل، وبالتالي يبدو أن التشكيلات المعنية في البلاد هي في حالة تأهب قصوى. وبغض النظر عن الكيفية التي ستنتهي بها المواجهة الحالية مع إسرائيل، فمن المرجح أن التآكل الدراماتيكي بقدرة حزب الله سيجبر طهران على إعادة التفكير في استراتيجية الأمن القومي الخاصة بها، واتخاذ الخطوات التي من شأنها التعويض عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالردع الإيراني في المنطقة نتيجة لهذا التطور.

معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *