ما بين ليلة البلور في برلين ١٩٣٨ المانيا  وأختها في بتيام ٢٠٢١

كل ما حدث ويحدث من تصعيد بدءاً بالشيخ جراح، مروراً بالأقصى وصولاً للحرب على غزة  وهجوم المليشيات اليهودية المتطرفه الفاشية على الاحياء العربية، كل هذا ما كان ليحدث لو استطاع نتنياهو تركيب الحكومة وانقاذ نفسه من قبضة القضاء في هذه المرحلة.

نتنياهو أوكل مهمة إشعال نار الأزمة لليمين المتدين”الكهانيستي” بقيادة “بن قبير” الذي أوصله نتنياهو نفسه للكنيست. في هذا السياق يؤكد قائد الشرطة العام يعكوب شفتاي القول : بن قبير هو من اشعل هذه الانتفاضة بدءاً بالشيخ جراح والأقصى وصولاً لتنظيم الهجمات على العرب في المدن المختلطة وغيرها. ولكنه بين السطور يخفي تواطئ الشرطة مع مليشيات بن قبير  بأوامر من وزير الأمن الداخلي  أمير يوحنا تنفيذاً لتوجيهات نتنياهو نفسه والهدف منع اقامة حكومة التغيير البديلة له.

لوجه المقارنة سبق وواكب تحريض إعلامي دموي ليلة البلور Kristallnacht 9.11.1938  والتي أوعز فيها هتلر للمليشيات الالمانية المدنية المسلحة بالهجوم على تجمعات اليهود في برلين وغيرها وحرق وتكسير محلاتهم التجارية وقتلهم. كذلك قاد الاعلامي الفاشي الدموي سيغال عميت  وغيره الكثير في القنوات العبرية تحريض إعلامي  دموي ضد العرب وخصوصاً المدن المختلطه والهدف الأبعد منه تطهير عرقي لهذه المدن من العرب.  وأبعد فقد تستر من خلف ذلك هدف استراتيجي، اذ شكلت هذا الاشتباك بالنسبة لأجهزة الدولة الأمنية العميقة  تجربة مناورات ميدانية عملية لاستراتيجية مبيته توكل فيها  للمليشيات  اليهودية المدنية المسلحة مهام جبهة الحرب الداخلية مع  العرب من رصدوهم وشخصوهم في حينه وما زالوا  كطابور خامس في قلب الدولة. وذلك في حالة انشغال الجيش على جبهات المعارك في حرب تهدد وجود اسرائيل.

ولاستكمال المشهد كما حدث في برلين وغيرها وتناثر البلور(الزجاج) في كل مكان جراء تحطيم واجهات المتاجر اليهودية حدث في مدينة بتيام وغيرها مع تحطيم واجهات المتاجر العربية و”بوقروم” ايضاً.

نعم نجح نتنياهو في خطته حيث صرح نفتالي بينت انه لن يشارك في اقامة حكومة تغيير ترتكز على منصور عباس وعليه صدق الصحفي بن كاسبيت في إشارة منه لـ نتنياهو بعد إعلان بينيت هذا لقوله: “حسنًا بإمكانك الآن إيقاف عملية حارس الأسوار في غزة .لقد استسلم بينيت.”

وعليه من المتوقع أن تتوقف هجمات المليشيات اليهودية الفاشية وقد لاحظنا هذا أمس في عكا. وأهم الدروس والعبر منها أنه لم يعد خط اخضر يفصل الشعب الفلسطيني بين مناطق احتلال ٤٨ و٦٧ في واقع دولة نظام الفصل العنصري الاستعماري الاستيطاني للدولة اليهودية بين النهر والبحر. وهذه مرحلة جديدة كلياً سيتم التعامل فيها مع عرب ال ٤٨ وفقاً لظروفها الجديدة وقد بدأت.

في السياق نفسه ستنتهي خلال أيام حرب “حارس الأسوار ” الاسرائيلية وذاتها ملحمة “سيف القدس” الفلسطينية ومع هول هذه الحرب ودمارها في غزة أوافق الصحفي الاسرائيلي سفي هندلر القول : “حماس ألحقت بنا الهزيمة الأكبر في تاريخ المواجهة معها، لم تكن الهزيمة بعدد صواريخها لكن بنجاح حماس في لسع الوعي الإسرائيلي، لقد جعلت حماس من إسرائيل في نظر سكانها مكان غير آمن، عنيف، متفكك، وهذه ضربة قوية للشعب الإسرائيلي.”

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *