ما الوطن؟

الوطن رائحة خبز أمي و غياب والدي و عودته من العمل كل مساء

الوطن مطارح ألعابي الصغيرة ، نجومٌ نعدها وغيومٌ نستخرج منها أشكالاً ونحن نستلقي على ظهرنا بيدين متشابكتين خلف الرقبة فوق سطح الدار أو على أرضها .

الوطن رائحةُ الطعامِ تتسلل إليك فتذهب إلى بيت الجيران لتشاركهم به بلا حرج .

الوطن صحونكَ تأخذُ مكانها على مائدةَ الجيران و تعود إليك ممتلئة أشهى من ما غادرتك به .

الوطن رائحةُ الأهلِ و كعك العيد و القهوةِ المُرة و ضحكات الأصدقاء .

الوطن صوت فيروز يأتيك من كل البيوتِ صباحاً و أم كلثوم تصدحُ في المساء ، وأغاني شادية وعبد الحليم وفريد الأطرش و نجاة الصغيرة تبثها مسجلاتُ المراهقين كرسائلٍ بين العشاق في فترة الظهيرة .

الوطن امرأة من ريحان وبلسم .

الوطن امرأة انهت حياتها في تربية أولادها ونامت فيه.

الوطن حضن دافئ وملاذ أمن وصوت إمرأة تستحضره بأجمل ذكريات .

الوطن حزنٌ وفرح وضحكاتٍ مشتركة مع بيوتِ الأخرين .

الوطن يحاصركَ كيفما تحركت وتشتاق لأصغر تفاصيله بعد مغادرتك حدوده .

الوطن جدارٌ يعانقُ جدار وبابٌ يبتسمُ لأبواب الأخرين .

الوطن طريقٌ تمشيهِ عائداً إليهِ مهما ابتعدت .

الوطن صوتٌ يناديك في كل المنافي قائلا : ” لا تهجرني ، لا تنساني ، ما إلي غيرك “

الوطن أنت !!