كانت سبع أوراق بيضاء بين يدي هي قصة لإمرأة من غزة، في عجالة من أمري مسكتها بين يدي ثم بدأت بالاطلاع عليها سريعاً… ثم احتجت أن أجلس فجلست، ثم وقفت، ثم شربت الماء، ثم أخذت نفساً عميقاً…ثم انهرت… كانت هذه المرأة تسرد فيها ضرب زوجها لها على يدها التي تأخذ فيها الكيماوي، ودعواته المليونية بالموت لها، وبأنه سوف يتزوج عليها إمرأة أخرى ويضعها في الغرفة المقابلة لها.. تحدثت عن عملية استئصال حاولت الهروب منها من غرفة العمليات، وعن ديون كثيرة نتيجة العلاج…أنهتها بجملة تفكيرها بالانتحار…كنت قد هيأت نفسي بأن قصص مريضات السرطان مؤلمة ويجب أن ألتزم الحياد وشيء من الموضوعية كما تعلمت في الجامعة… لذا فقد مسكت ورقة وكتبت عليها هذه الكلمات البراقة وعلقتها أمامي ثم بدأت بترديدها… ثم في لحظة مسكتها ومزقتها وفتحت الشباك وألقيتها… ثم هاتفت هذه المرأة… قلت لها: هل أنت فلانة؟ قالت نعم؟ فقلت لها يبدو أنك جميلة جداً، صوتك يوحي بذلك… لقد هزمت الكيماوي، يا لك من إمرأة جبارة؟ فضحكت على استحياء… ثم قلت لها.. ما تريدنه سيكون لديك… فضحكت مرة أخرى… ثم تابعت حديثي لها مخبراً إياها… لطالما تساءلت يا عزيزتي دوماً عن ماهية الفرح، وكنت في داخلي أؤمن أن هناك في كل ثانية من هذه الحياة فرح يجب أن نجيد القبض عليه… لكني يا سيدتي وجدت أن هذا الفرح لا يفعل شيء سوى أنه يهيج أحزاناً كانت في القلب فاترة،! فابتعدت عنه… ثم أخبرتها أنه في لحظة كهذه اللحظات التي أتحدث إليها أمسك بهذا الفرح بيدي خالياً من أي تبعات… فهل لي أن أشكرك على ذلك يا سيدتي؟.. فلملمت كلماتها وقالت لي ما رأيك أن نصبح صديقتين… وها نحن اليوم صديقتين…وصديقتين عزيزتين…
اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك
حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل