ماذا ينتظر الاونروا واللاجيء الفلسطيني في العام ٢٠٢٥؟

 الهدف غير المعلن للكيان مع اندلاع حرب الإبادة قبل عام ويزيد، والأكثر خطورة من منظور استراتيجي، هو الانتهاء من محورين أساسيين ضمن ما سمي “قضايا الحل النهائي”، وتحديدا ملفي القدس واللاجئين. الخطط كانت جاهزة منذ سنوات وحرب الإبادة أعطت الكيان المسوغ لدحرجة الخطة لتثبيت ‘وحدانية’ القدس عبر طرد الاونروا من المدينة وان ملف اللاجئين يتم القضاء عليه عبر التهجير والتوطين والقتل والتعويض، وليس عبر تنفيذ حق عودة للاجئين لإراضيهم ومدنهم وقراهم، ولا حتى عودة لمناطق نفوذ السلطة الفلسطينية والتي تنكمش مساحة وسلطة يوما بعد يوم.

بعد عام ويزيد حقق الكيان نجاحات مهمة فيما يخص هدفه الإستراتيجي إذ انه نجح في ترسيم الاونروا كشيطان رجيم، وكراعية وداعمة “للارهاب” وأنها تأوي “مخربين”. واستطاع الكيان عبر تدمير وتخريب منشات ومراكز الاونروا في القطاع، وتدمير البنى التحتية لكافة مخيمات اللاجئين، وقتل أكثر من ٢٦٠ موظف فلسطيني يعملون مع هذه المؤسسة الأممية، وإلصاق تهم الإرهاب بحق عدد منهم ان لا مكان لها مستقبلا وأنها حجر عثرة يجب ان تتم ازالته.

العام ٢٠٢٥ سيرى تطورات خطيرة على ملف الأونروا واللاجئين، ومنها:

ضبابية وضع ومستقبل اللاجيء الفلسطيني في سوريا وهل سيتم استهدافه كما حصل مع اللاجيء الفلسطيني بعد سقوط بغداد وليبيا مثلا وهل سيعاد بناء المخيمات المدمرة كاليرموك ودرعا مثلا؟؟

هل سيعاد فتح ملف الوجود الفلسطيني في لبنان وفزاعة التوطين خدمةً لاهداف جعجع وغيره من الشخصيات والأحزاب اللبنانية فى صراعاتهم الداخلية؟

خلال العام المقيل سترتفع وتيرة التصريحات والتصورات (والخطط) الإسرائيلية المروجة لنقل(تهجير) اعداداً من سكان الضفة الغربية الى الضفة الشرقية وفتح ملف توطين اللاجيء الفلسطيني في الأردن توطينا ناجزا وفعليا بدون أي إمكانية لممارسة حق العودة (او حتى لم الشمل).

العام المقبل سيشهد الانتقال الكامل لكافة مكاتب رئاسة الاونروا من مقرها في الشيخ جراح الى الأردن وسيتم إعادة تموضع إدارة عمليات إقليم الضفة الغربية من القدس وشطرها لثلاثة مقار ادراة وإشراف واحدة في الجنوب وثانية في شمال الضفة وثالثة في وسطها.

وسيتم العام المقبل اما الاستيلاء على مقرّ الرئاسة بالكامل او منع الوصول اليه واستخدامه لأغراض الاونروا وسيبقى الحظر على دخول المفوض العام وكبار العاملين ومنع موظفي الأونروا في القدس من حملة الهويات الخضراء من دخول المدينة فاعلا.

التخوف الأكبر ان مدارس الاونروا في مخيم شعفاط داخل حدود القدس سيتم إغلاقها مع القلق الكبير من هجرة أعداد كبيرة من الطلبة لمدارس أخرى والجهد المبذول من بلدية الاحتلال لحثهم التسجيل في مدارسها.

مخيم شعفاط ومعهد قلنديا للتدريب المهني التابع للاونروا، بمساحاته الشاسعة قرب مخيم قلنديا، سيكونان مستهدفان خلال الأشهر القادمة على وجه الخصوص (ومركز التدريب المهني يتمتع بموقع حساس كونه ملاصقا لمطار القدس والمزمع إقامة مستوطنة جديدة عليه).

وفى العام المقبل سنشهد على أغلب الظن خطوات متصلة لطرد الوكالة من القدس ودحرجة اضعافها وتفكيكها في الضفة مع تقدم خطة سمويتوتيرش في احكام السيطرة على الضفة الغربية في العام المقبل وزرع بذرة التهجير والتوطين لأكبر عدد ممكن من اللاجئين وإلغاء صفة ومسمى ‘المخيم’ و ‘اللاجيء’ من قاموسنا.

العام المقبل لن يكون هناك أي دور يذكر للاونروا في عملية إعادة البناء في غزة، وهي المؤسسة التى لعبت الدور الأساس في عمليات إعادة  البناء بعد الحروب السابقة على القطاع.

العام المقبل سيتم العمل على تطبيق ٥٠ توصية خرجت بها اللجنة المستقلة التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة قبل سنة (لجنة كولونا) والتي ستتدخل بكل تفاصيل عمل الاونروا وتزيد الاشتراطات والتقييدات على عملها وعلى مضامين مناهجها التعليمية وحول  حيادية موظفيها وتهميش مكانة ودور اتحادات عاملي الاونروا.  وسيفرض على الاونروا شركاء دوليين ومحليين لاقتسام المهام ولضرب ولاية الاونروا واضعاف دورها التمثيلي للاجئين ان جاز التعبير.

العام المقبل لن يتم خلاله إرجاع الدعم الأمريكي للاونروا ولا حتى التبرع السويدي، وستتعاظم أزمة الاونروا المالية وستتراجع خدمات الاونروا كما ونوعا وهذا سيزيد من مستويات الفقر والفقر المدقع بين صفوف اللاجئين.

هذا غيض من فيض ومحاولات التفكيك والاضعاف وإيجاد بدائل للاونروا والإستمرار فى شيطنتها والعمل على تقويض ملف اللاجئين ستشهد تصعيدا ممنهجا ويشجعها على ذلك برودة ردود أفعالنا نحن اهل البلد وغياب خطط المواجهة، وتواطوء القريب والغريب، وغياب اي فعل مؤثر من الأمم المتحدة وأمينها العام ومن الاونروا ذاتها ومفوضها العام.

خططهم تترجم كل يوم على ارض الواقع ونحن جاهزون تماما لها ببيانات الشجب والاستنكار والخطب الرنانة!

العام المقبل سيكون عاما مظلما وصعبا على الاونروا وعلى اللاجئين وعاما يتقرر فيه مصير حق عودتنا.

عن وطن

About The Author

1 thought on “ماذا ينتظر الاونروا واللاجيء الفلسطيني في العام ٢٠٢٥؟

  1. مقال تحليلي مميز أرى أن طالما إرادة الصمود والتصدي قائمة وستكون ستفشل بضم التاء مشاريع الإمبريالية الصهيونية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *