ماذا يعني الانسحاب الأمريكي من أفغانستان فلسطينيا
يجمع المراقبون أن لهزيمة الامبراطورية الامريكية في افغانستان، انعكاسات على مكانتها، في نظر حلفائها، وخصومها، على حد سواء.
مراقبون إسرائيليون شبهوا هزيمتها بهزيمة إسرائيل في لبنان، وآخرون بهزيمتها في فيتنام.
كل ذلك أكد أن القوة العسكرية العدوانية، مهما كان حجمها، فهي لا تستطيع هزيمة شعب خاضع للاحتلال والاستعمار والقهر، إمتلك الإرادة على المقاومة. إن شعب فلسطين، الذي فقد أمس خمسة شهداء في مخيم جنين، برصاص المستعمرالصهيوني، ليس شاذاً عن هذه القاعدة، وسيتمكن من التخلص من قيادته الخاضعة الفاسدة والمهزومة، ويؤسس لقيادة جديدة، متحررة، وذات إرادة سياسية، وشعور بالكرامة والعزة، ليواصل النضال وصولا إلى لحظة الحقيقة مع نظام الابرتهايد الاستعماري المتوحش.
لكن هناك شرطين، لتحقيق التحرر والحرية والدولة المدنية، أولا ؛ امتلاك الارادة السياسية الحرة، إرادة النضال، والقائمة على وحدة وطنية صلبة. وثانيا؛ شمولية مشروع التحرر، أي امتلاك تصور لمجتمع متحرر اقتصاديا واجتماعيا، تعدديا، يحترم المواطنة وحقوق الانسان، وحرية المرأة.
نقول ذلك، لأن تجربة الأنظمة العربية، بعد التحرر من الاستعمار، هي تجربة مرة وزاخرة بالتوحش والتخلف، والعداء للمواطن، وكرامة الانسان، والديمقراطية. ولذلك، إن تمكن حركة طالبان من الصمود والمقاومة لمدة عشرين عاما انتهاء بالانسحاب الامريكي، لا يعني بالضرورة أن هذا البلد، او هذا الشعب، سيحظى بتحرره الكامل. إذ تنتظره سنوات صعبة من النضال والبناء والمواجهات الداخلية، والقمع الداخلي. ما معناه هو يحتاج إلى ثورة داخلية او إصلاح داخلي عميق، لبناء مجتمع ناهض، متطور، وحديث. نقول ذلك لمعرفتنا بطبيعة حركة طالبان و نوع السلطة القادمة.