ماذا يجري على أبواب سفارة السلطة في دمشق؟!

أمام سفارة السلطة في دمشق في 8 كانون ثاني / يناير، لم يرفع مؤيدو عباس (الفتحاويون الجدد وتياره الحركي) ممن نظموا مسيرة غير مفهومة الدوافع زعموا من خلالها انهم الاستفتاء الصادق لشرعية تمثيل الفلسطينيين في سوريا (لم ينتخبهم احد) وبانهم يباركون ويدعمون انتصار الثورة السورية، لم يرفعوا صورة شهيد واحد من أبناء حركة فتح نفسها قتله نظام الأسد تحت التعذيب او القصف خلال الثورة، مع العلم ان معظم نشطاء المخيمات في الثورة ممن قتلهم الاسد هم بالفعل من أبناء حركة فتح.. بل رفع فريق عباس والسفارة يافطات باطنها حاقد على فئات وشرائح من شعبهم في مخيم جنين وتفوهوا بكلمات تجاهر بتحقير حق شعبهم في سوريا باختبار ممثليه ..

لم يعتذروا لشعبهم عما حل به وان بكلمة واحدة، كان نهجهم كله انكاريا لكل شيء وعدائيا واستعلائيا ومتصلبا وكانهم هم كل الشعب وكل القضية وكل الحقيقة وكانهم الامر والناهي الذي لايرغب بالاعتراف الا بنفسه ولايرغب بفهم ان الساحة وطريقة العمل فيها تغيرت بعد سقوط الطاغية وانتصار الثورة بمشاركة وتضحيات اللاجئين الفلسطينيين السوريين..

لايرغبون بالاعتراف بانهم فشلوا على الاقل بحماية شعبهم وبلسمة جروحه ان لم يكونوا متورطين ومتواطئين وذوي دور سلبي فهم يعتقدون انهم اكبر من الاعتراف بالفشل واكبر من كل ذلك بكثير..

لايرغبون ان يعرفوا ان تمثيل الشعب الفلسطيني وطنيا وسياسيا ان تم تجاوز الجانب القانوني وطبيعة الصلاحيات ومهام التمثيل، هو تمثيل اخلاقي بجوهره يقوم على الاخلاق الحسنة وامتلاك الضمير الحي وحس المساءلة الذاتية والشعور بالذنب والتأنيب عند التقصير مع الشعب وحب الشعب الذي تمثله و يبدأ بعدم الانفصال عنه وعن الواقع وعدم خلط الاوراق وتجهيل الناس للفت الانظار عن السطو والعربدة الني تتم ممارستها و لكسب المكاسب الصغيرة التافهة، ولايقوم التمثيل على التغطية على جرائم وكوارث تعرض لها الشعب الذي تريد تمثيله او بانكار وجوده وسرديته وتحقير أراء أبنائه وتطلعاتهم وقدراتهم العقلية والعلمية وتسخيف مأساته واتهام ابنائه وتخوينهم في ارائهم وابتزازهم ومساومتهم بحقوقهم واستعداء النخب واستفزاز ابرز الفئات الفاعلة من بينهم..

من لايعرف ولايعترف بسردية شهداء الحصار ولايعترف باستشهاد احمد كوسا واعتقال خالد بكراوي واغتيال ابو علاء الجودة وابو ابراهيم الخطيب (هذه بضع اسماء فقط) فهناك قافلة مؤلفة من ابناء وشباب فتح وغير فتح في كل مخيمات سوريا ومناطقها، من لايعرف ولايعترف بكل هؤلاء لا يحق له اطلاقا المشاركة في اي تمثيل لفلسطينيي سوريا ولا يحق له اخلاقيا حتى التفكير بذلك بل يجب ان يخجل من نفسه ومن دماء شهدائنا ومعتقلينا ومن النظر في عيون  ذويهم..

ان كان السفير قد اعتقل ٧ سنوات عند نظام الاسد الأب ويتخذها كثيرين حجة للتغطية على كل الخلل والفشل، فهذا الفريق فشل سياسيا هو وكل فتح والسفارة والمنظمة خلال فترة الثورة في حماية الشعب الفلسطيني فليتنحوا جانبا (حتى لو افترضنا انهم شرفاء جدا فقد فشلت تجربتهم، فكيف ان كان فيهم موضع شك ودور سلبي واضح) وليتيحوا المجال لغيرهم ان يختاره شعبهم والا ينسوا ان الشعب ايضا هو شعب فيه شهداء تعذيب ومعتقلون ومناضلون وليس الامر للمزايدة او حكرا على احد او مبررا يستخدم لتمسيح كل الفضائح و الفشل .. التمثيل للشعب لايقوم على الاستشراف والمزايدات او التعمية والتعامي وتسطيح القضايا واختزالها في شخص بل على الاعتراف والنزول لمستوى الناس ويبنى على اختيارات الناس وحقها بذلك دون عربدة وسطو وسواء اكان من يريد التمثيل شريفا او بائسا فالامور متروكة لما يريده الناس ..

نحن فلسطينيي سوريا والمشاركين في الثورة السورية لسنا قصة مدفونة تحت التراب ودماؤنا ليست رخيصة اطلاقا حتى تجري الامور على هذا النحو ولن نسمح لاي جهة فلسطينية بعد الان ان تتجاوز او تنكر سرديتنا وابادتنا او حتى ان تحتكرها لنفسها او ان تزعم احتكار تمثيلنا .. انتهت هذه المرحلة والعقلية البائدة دون رجعة في سوريا الجديدة حتى على المستوى الفلسطيني.. بما ان فلسطينيي سوريا قدموا في الكفاح الفلسطيني كل مايستطيعون فهذا جزء من القصة لا يحق لاحد ممن يزعم تمثيلهم نسيانه، ولكن بصريح العبارة فان شهداءنا ومعتقلينا وسردية الثورة والحصار والتضحيات هي المنطلق و المعيار الاخلاقي والعملي الجوهري والتاريخ الجديد الذي يحدد اخلاقيا من يختاره فلسطينيو سوريا لتمثيلهم ..

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *