مأساة الدروز وملهاة السلطة!
أبشع الطرق للتعبير عن الحزن والأسى والفقدان هي تلك التي تحدّدها الدولة وتسوّقها على أنها الطريقة الوحيدة المسموح بها،
وتصبح الطريقة أبشع ألف مرة عندما تكون مؤسسات الدولة كلّها قائمة على عنصرية مكشوفة وعلى استعلاء الوافدين على المقيمين وأهل البلاد، وعلى الاستحواذ والهيمنة وإقصاء الذين لا يُشبهونها،
وتصبح الطريقة ابتذالًا وتمثيلية مأساوية بحقّ الذين ماتوا عندما تأتي هذه المؤسسات وتسنّ قانونًا يجعل من ضحايا الدروز متياوين متساوين في الموت فقط، بينما أهاليهم وأبناؤهم وأحفادهم أقلّ من مواطنين أو أنهم خارج اللعبة! ثم تُضيف إلى قانون القومية قانون كمينتس الذي يهدد كل بيت جديد بالهدم،
ويُصبح كل المشهد تراجيديًا عندما يأتي السياسيون ويُتاجرون بالدماء التي يتبيّن يوما بعد يوم كم ذهبت هدرًا!
أحترم كل فقدان وكل ألم لكنني يقينًا لا أحترم العنصريين أصحاب السياسات العنصرية ولا أتباعهم ولا المتاجرين بالضحايا ولا الذين يرقصون على مراسم الموت!
من الواضح أن كل ما حصل من فقدان وضحايا إنّما يؤسس لنظام أبرتهايد واضح المعالم .. ولا لأي نظام آخر