ليس وداعا أخي أحمد


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

كان عليك انتظاري والسخرية من جحود الموت وانقضاضه كأن توقفه بعبارة اشد من الحكمة او بنكتة لاذعة تعيده الى رشده لكن ضاقت العبارة ولم تتسع الحياة وفاض القلب عن قلبه بعد دقائق من وعدك لي بالصمود والصبر الجميل.

عادرنا المخيم لكنه لم يغادرنا وظلت الكتب تنتظر لصا مؤيدا او معارضا لتشييعها الى مثواها الاخير ربما وهي الكتب التي قادتني لادمان القراءة اتذكر قلت لي كل اسبوع تقرأ خمسة منها ونتناقش واعطيك ليرة اذا تمكنت منها وبت اتهجى هيغل وارى العالم من حب الشاب ماركس لجيني ويستالفن واثمل مع بيانه الشيوعي وانا لم اتجاوز بعد المرحلة الاعدادية ولاحقا

غابت الليرة وصرت مدمنا للقراءة اجمع ماتيسر من النقود لشراء الكنب الاخرى غير الحمراء فاصدارات نوفوستي كان يزودنا بها مجانا الاستاذ سليم الرشيد صاحب مكتبة الرشيد

وسكنني الوعي الشقي وصولا لمشاكستي للماركسية وشموليتها فالشعر يحررنا من سلطة الايديولوجيات والمفاهيم واليومي السياسي اذا توفرت المهارة لدى الشاعر للتأسيس في الكلام كما في الوجود وغدا التنافس بين احمد ومحمود ممكنا احمد يمتلكه القص وانا يتلبسني الشعر احمد يعمل في الصحافة السورية ويثير الجدل بسخريته المدروسة وانا اتحداه بان اول مقال لي سيكون في صحيفة تشرين التي نشر فيها وقتها  مقالا عن ازمة المثقفين قبل ذهابي للجامعة وكان يسخر ضاحكا بدك فت خبز لكنه ايقن انني لا امزح ونشرت في صحيفة تشرين قبل التحاقي بكلية الاداب لدراسة الفلسفة.

وتحولت علاقة الأخ الكبير بالصغير الى صداقة وطيدة لم يكن ابو ثائر قاصا موهوبا وحسب بل معلما ويشهد له كل اقرانه لكنه مقلا وغير عابئء باضواء او شهرة

يطفح صوته بالاسئله والرفض والنقد الثاقب.

عاش حياته يساري التطلع ولم تغادر منظمة العمل الشيوعي التي دخلها شابا ذاكرته ثم علاقته بحركة القوميين العرب واعجابه بقصص تشيخوف وكنفاني ونيسين تجول في الصحافة السورية والفلسطينية وكانت زواياه الساخرة محل اعجاب الكثيرين حتى المختلفين معه مشاريع كتبه كثيرة لكنه لم يطبع سوى مجموعة قصصية واحدة ولولا متابعتي معه والالحاح عليه لم اصدرها وهاهو الان في هذا النهار الاعمى بعد حديثي القصير معه على الهاتف يخدعني ويرحل لم نودع بعضنا ولامخيمنا ولاذاكرتنا بما يليق بها فقضى كمدا كما قضى الكثير من السوريين والفلسطينيين بجلطة قاتلة. ليس وداعا اخي وصديقي بل الى اللقاء ولو بعد حين.

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

مؤلف: محمود السرساوي

أفكار 1 على "ليس وداعا أخي أحمد"

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *