ليس لدى إسرائيل وقت لتضيعه: هذه هي الاستنتاجات المتعلقة بالاستعدادات العسكرية ضد حزب الله

يبدو الدخول إلى حرب في لبنان أقرب من أي وقت مضى، ومهم جدا رؤية الصورة الكبيرة قبل الغرق في المستنقع اللبناني:

  • الساحات الفلسطينية: الكثير من الفلسطينيين لا يتخلون عن حلمهم باحتلال الوطن بأكمله، ومن المهم الاستعداد لمنع تكرار أحداث 7 أكتوبر 2023 على جبهات أخرى . لكن هناك فلسطينيين ينجحون في ضبط كراهيتهم وألمهم ويقبلون بوجود إسرائيل كحقيقة يمكن التعايش معها، ولكن في حدود عام 1967 ، إلى جانب الدولة الفلسطينية. مثل هذه هي السلطة الفلسطينية، ومثلها أيضا الكثير من عرب إسرائيل. ومن المهم أن نعزز بواسطتهم الاعتراف الإقليمي بإسرائيل . وفي حين أنه تمت تعبئة الفلسطينيين بشكل كامل في غزة للقتال ضد إسرائيل، فإن بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، إلى جانب الأوساط التي تحاربنا فعلاً ، هناك من يقبل وجودنا ش طالما أن حياتهم تسير بشكل طبيعي – دون ان يتخلوا عن مطالبتهم بدولة خاصة بهم . لا يجوز السماح بأعمال الشغب التي يقوم بها المستوطنون والتي تشعل النار في الضفة . بين عرب إسرائيل هناك من هم على استعداد لقبول السلطة اليهودية كأمر واقع ، ولكن معظم أحزابهم تصر على تغيير صورتنا من دولة يهودية إلى دولة لجميع مواطنيها ، وهناك أيضا من يتنكر لحقوق اليهود بشكل مطلق . هؤلاء واولئك يتأثرون بما يحدث في الحرم الشريف والمساس به يمكن أن يشعل فيهم الرغبة في قتال اليهود ، ولذلك يجب منع انتهاك الوضع القائم بشكل صارم .
  • العالم الإسلامي: هناك دول إسلامية تعتبر إسرائيل عدوا لها، وهناك تنظيمات داخلها تحاربنا فعلا ، وخلفهم تقف إيران التي تتعهد علنا بتدميرنا . وبدون اتخاذ إجراء حاسم ضدها، سياسياً واقتصادياً، أو عسكرياً، بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بما في ذلك عرقلة البرنامج النووي، فإنه لن يتوقف نضالهم ضدنا . وحتى الدول العربية المستعدة لقبول وجود إسرائيل والعمل على علاقات سلمية معها، تصر على إقامة دولة فلسطينية، وبدونها فإن الرأي العام المعادي لها سيقوض استقرار السلام.
  • العالم الغربي: أجزاء كبيرة من العالم تكن لنا العداء – بما في ذلك دول غربية تعتبرنا رافضين للتسوية السلمية . وحتى بين الدول التي تربطنا بها صداقات قديمة، هناك تراجع ملحوظ في تأييدنا، وحتى أن البعض منها تفرض عقوبات علينا . جيل الشباب في الغرب ينظر إلينا كقوة استعمارية وقمعية ، في حين ينظر إلى الفلسطينيين كضحية . كما أن هذا الجيل يؤثر على القادة الاصدقاء لنا ، وبدون اتخاذ خطوات لحل المشكلة الفلسطينية فإن وضعنا سيزداد سوءا.
  • المتطرفون في المناطق: عناصر يمينية متطرفة تعمل على إقامة مواقع استيطانية في الضفة الغربية تهدف إلى منع إقامة دولة فلسطينية ويعملون على الاضرار بالفلسطينيين والتحرش بهم بحماية السلطة السياسية التي راكموها من خلال وجودهم في الحكومة . وبدون كبح جماحهم وإبعادهم عن الحكومة ، لن تحدث التسوية السياسية ، وسيزداد خطر الحرب الشاملة.
  • الحرب ونتائجها: تغلب الجيش الإسرائيلي على حماس، لكنه لم يقض عليها، ولم يضع حداً لحكمها ، ولم يحرر المخطوفين بالطرق العسكرية . وهذا يستلزم تغيير أهداف الحرب. حيث يجب أن يُنظر إليها على أنها عملية مصممة لتحصيل ثمن باهظ من سكان غزة وإلحاق أضرار جسيمة بقدرة حماس العسكرية من أجل ردع وقوع أحداث مماثلة لأحداث 7 اكتوبر/ تشرين الأول في المستقبل وإعادة المخطوفين بتسوية . وإن عدم قدرتنا على تحقيق أهداف الحرب في غزة يشعل ضوءا أحمر بشأن حرب مع حزب الله . يجب أن تتضرر قدراته بشدة – ولكن ليس في أعقاب عملية كهذه أو غيرها . فإسرائيل، بعد عام تضرر فيه اقتصادها وتدهورت مكانتها الدولية، غير مستعدة لذلك .
  • الاستنتاجات: إسرائيل تحتاج إلى تسوية في غزة من أجل إعادة المخطوفين، ومن أجل استبدال قيادات الجيش والدولة الذين فشلوا ، ومن أجل الاستعداد عسكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً لمعركة ضد الأعداء. وفي الوقت نفسه، يتعين علينا أن نحاول الوصول إلى تسوية إقليمية تتيح المجال لاندماجنا في المنطقة ـ ولو حتى بثمن خطوات معتدلة ومتدرجة نحو إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، لاتعرض أمننا للخطر .

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *