لنا الوطن .. ولهم الدولة !
لنا شتلة خبيزة في الجليل تعشب أرضها من طحالبهم .. لنا البلاد التي تشبه شعبها تنهض هذا الصباح تتفرج على شعب لقيط يقيم غرفة نومه في دبابة ، ويشرب قهوته ومهابيش أجدادنا تدق بن قهوتها في قهوتهم ..
سيأتي صباح ينقي زرقته من أزرق علمهم .. هذه الأرض لا تشبههم مهما حاولت جرافتهم تغيير ملامح وجهها .. لا تقام الدول على ظهر جرافة .. الوطن من يصنع الدولة .. الدول لا تصنع أوطانا..
صدقوني وأنا فلسطين كنت أحدّق في وجوههم .. لا يشبهون الأرض التي يقيمون فوقها دولتهم .. لم أشعر الا انهم سواح أجانب في بلادنا ، يحاول مرشد سياحي ان يدلهم على بلاد ليست لهم ..
كنت انا وأحفادي في بارك ” ميني إسرائيل ” وهو عبارة عن منتزه في اللطرون-قبالة الطريق السريع المؤدي من تل-أبيب إلى القدس، على بعد 20 دقيقة من القدس وتل-أبيب في هذا ” الميني اسرائيل ” او اسرائيل المصغرة .. أقامت اسرائيل مجسمات مصغرة لدولتها المسروقة من أوطان الآخرين ، وصادفت زيارتنا لهذا المنتزه في عيد المساخر اليهودي ” البوريم ” وحفيدتي سارة كانت تضحك من اسرائيلية رسمت على وجهها شوارب في عيد المساخر في ميني اسرائيل التي تعرض مجسمات مصغرة لوطن مفتعل مثل شاربي هذه الاسرائيلية التي تستعرض دولتها في بلاد غيرها ..
كانت سارة تضحك وتحضن شيخوختي في ميني اسرائيل وتقول لي : اضحكْ يا جدو .. لا تبكي ..
وأنا أضحك وأبكي في ” ميني اسرائيل بوقت واحد ..
سأضحك يا سارة .. ولن أبكي .. انها فلسطين ضحكة غارقة في وجع البكاء التي أراها لأول مرة في حياتي ، ولا أرى فيها صدقوني الا نحن في هذه العبرية العابرة في فصاحة ديك فلسطيني يصيح هذا الصباح في كفر كنا بالجليل