لماذا تدويل قضية الاسرى؟ وكيف ؟

منذ بداية الاحتلال لاراضي الضفة والقطاع ، حاول كيان الاحتلال بشتى الوسائل أن تبقى قضية الاسرى شأنا خاصا بيده ، يستخدمه كأحد أهم أدوات الضغط على أبناء الشعب الفلسطيني ، يمارسه كيفما شاء وحيث اراد ، حتى أنه أعاد استخدام قانون الاعتقال الاداري العائد لزمن الانتداب البريطاني إلى الحياة مستخدما اياه بابشع الصور، قانون من أكثر قوانين الاعتقال تعسفا في العالم، حيث تختفي حقوق المعتقل بشكل كامل خاصة القانونية والانسانية، ناهيك عن أن هذا القانون المخالف للميثاق العالمي لحقوق الانسان وكذلك لاتفاقية جنيف الرابعة تعمل سلطة الاحتلال على تطبيقه تعسفيا كي يطال اي فلسطيني او فلسطينية ولمدة قد تصل لستة اشهر قابلة للتجديد وهذا ما يحصل غالبا، حتى أن بعضهم أمضوا سنوات من الاعتقال الاداري بدون توجيه تهم محددة ضدهم بحجة أن ملفاتهم أمنية وبالتالي سرية ومن صلاحيات المؤسسات الامنية لكيان الاحتلال.

تدويل قضية الاسرى يعني اخراجها من دائرة المواجهة بين المحتل وضحاياه من ابناء الشعب الفلسطيني، وطرحها أمام الرأي العام العالمي وأمام المؤسسات الدولية وأمام مؤسسات التضامن مع الشعب الفلسطيني وأخيرا أمام وسائل الاعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي والتي نعرف أهمية الدور الذي تلعبه للتأثير على صناعة الرأي العام الفاعل والمؤثر .

نستطيع القول أن هذا التدويل يمر عبر مستويات متعددة وهنا أهمها ليتسنى لنا جميعا تسليط الضوء عليها لتكون بمتناول اليد ونحن

ندافع عن قضية ومعارك الاسرى العادلة :

المستوى الاول هو التوجه والتفاعل مع المنظمات الدولية، مثل مجلس حقوق الانسان بجنيف ومنظمة الجنايات الدولية والبرلمان الاوروبي ومنظمة الصليب الاحمر الدولي وكذلك منظمات دولية تضم في عضويتها

مؤسسات مجتمع مدني من دول مختلفة مثل الفدرالية الدولية للحقوق الانسانية أو المنظمة الدولية للحقوقيين الديمقراطيين وغيرها من المنظمات، وهنا لابد من التذكير أن دخول دولة فلسطين كعضو في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي يعطينا ورقة مهمة علينا الاستفادة منها وعرض ملف الاسرى أمامها واضغط برسائل متعددة على هذه المحكمة لتبدأ بفتح ملف الاسرى والتحقيق بكافة الخروقات الاسرائيلة تجاه فئة هامة من ابناء شعبنا الفلسطيني، من وسائل الضغط على هذه المؤسسة الدولية الاستمرار بمطالبتها بفتح التحقيق وحتى التظاهر خاصة بمناسبة يوم الاسير وباعداد هامة من الفلسطينين واصدقائهم في الساحة الاوروبية وهذا بمتناول اليد إن وضع نشطاء الجاليات الفلسطينية في اوروبا هذا الهدف على جدول اهتماماتهم .

المستوى الثاني التوجه للمؤسسات المنتخبة مثل البرلمانات الوطنية أو برلمانات الاقاليم في الدول الفدرالية او المجالس البلدية المنتخبة ولا ننسى البرلمان الاوروبي الذي يضم أعضاء تم انتخابهم في من مواطنين في 27 دولة اوروبية ، في هذه المنتديات لفلسطين الكثير من الداعمين ومن الاصدقاء، اقترح التواصل معهم ليطرحوا على هذه المؤسسات الديموقراطية والمنتخبة تبني قرارات تدين سياسة سلطة الاحتلال مع الاسرى الفلسطينيين ودعم مطالبهم المشروعة والعمل على اعتبار تطبيق قانون الاعتقال الاداري مخالف لميثاق الامم المتحدة للحقوق الانسانية وإلزام سلطة الاحتلال التوقف بتطبيقه على ابناء الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، كذلك بامكان التواصل مع منظمات صديقة ومطالبتها من اعضاء برلمانات بتقديم مقترحات في برلماناتهم والتصويت عليها لادانة إسرائيل على ممارساتها المخالفة بقواعد القانون الدولي وخاصة مخالفة اتفاقية جنيف الرابعة والتي تحدد قواعد التعامل مع سكان المناطق المحتلة .

المستوى الثالث التفاعل مع مكونات المجتمع المدني وبشكل خاص مئات الجمعيات المناصرة لحقوق شعبنا في مختلف الدول الاوروبية ،ولحسن حظنا أننا نملك حركة تضامن اوروبية واسعة الانتشار ومتنوعة في أدائها وأثبتت فاعليتها خاصة في مجال المقاطعة BDS .

التفاعل مع هذه المستويات يتطلب أولًا وجود استراتيجية فلسطينية وطنية فيها تكامل بين الرسمي والشعبي ، كذلك يتطلب انخراطا واسعا لنشطاء فلسطينيين داخل مؤسسات المجتمع المدني المتضامنة معنا لنقل رسالة الاسرى داخلها وهذا يخدم هدف التكامل بين مؤسسات فلسطينية فاعلة هنا في اوروبا مع مؤسسات اوروبية معروفة بتضامنها مع حقوق الشعب الفلسطيني .

المستوى الرابع الاستمرار بنقل رسالة الاسرى للخارج ، معاركهم واضراباتهم عن الطعام المطلبية ومطالبهم المشروعة لتحسين ظروف اعتقالهم  ، وكذلك التفاعل مع ما يجري داخل المعتقلات عبر تنظيم المظاهرات والوقفات التضامنية ، وتنظيم مؤتمرات متخصصة وورشات حول عناوين محددة لتتاح للناشطين والمنتخبين التعرف بشكل أعمق على اوضاع الاف المعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال ، خاصة معاناة المرضى والاطفال وكبار السن ، علينا تحديد فئات محددة من المعتقلين وتنظيم حملات عالمية للدفاع عنهم وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم ، هذا العمل الهادف لتوصيل الأخبار والمعلومات متعلقة بقضايا محددة له أهمية بالغة لأنه يتيح للمؤسسات و للنشطاء التعرف على حقيقة استراتيجية سلطة الاحتلال تجاه الاسرى .

كل واحد منا بامكانه أن يتحول لصحفي ومراسل وناقل للأخبار ليقوم بدوره بايصال هكذا معلومات للفضاء الذي يتحرك وينشط فيه .

حالة الانقسام التي تعرفها الساحة الفلسطينية والتي وللأسف تم احضارها هنا في الساحة الاوروبية وفقدان رؤية وطنية جامعة عند أصحاب القرار يعيق حسب رأيي ولادة هكذا استراتيجية والخاسر الأول،  هي قضيتنا الوطنية وكذلك قضية الاسرى ومن خلفهم عائلاتهم وابناءهم .

تدويل قضية الاسرى مسار فيه تنوع في الادوات وتكامل بين اللاعبين ، من مؤسسات مجتمعية ونشطاء ومؤسسات دولية وأخرى رسمية كالسفارات ، وعلى الجميع أن يقوموا بادوارهم لنصل لكسب معركة الاسرى وعدم ترك الالاف من المعتقلين من ابناء شعبنا فريسة سهلة لمحتل لا يعرف القيم ولا المواثيق ويضرب بعرض الحائط كل قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الانساني .

  • حمدان الضميري: ناشط فلسطيني في بلجيكا / منسق اللجنة الاعلامية للتحالف الاوروبي لمناصرة اسرى فلسطين

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *