لماذا تخفي إسرائيل عدد قتلى وجرحى الجيش؟

ثمة أسباب متشعبة لعدم إفصاح إسرائيل عن قتلاها وجرحاها بشكل كامل خلال صراعها الطويل مع الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية المختلفة، وأهم تلك الأسباب على الإطلاق يتمثل بطبيعة التجمع الاستعماري اليهودي الصهيوني المنحدر من أكثر من مائة دولة وثقافة في العالم، وهو غير مرتبط ومتجذر بهذه الأرض، نقصد فلسطين وطن الشعب الفلسطيني الوحيد.

عامل جوهري

تخشى إسرائيل الحديث والإفصاح بشكل دقيق حول خسائرها البشرية من قتلى وجرحى خلال معاركها مع الفلسطينيين والعرب أيضاً، لأن ذلك يعتبر عاملاً طارداً لليهود الصهاينة إلى الخارج بسبب فقدان عنصر الأمن، وتالياً ارتفاع وتيرة الهجرة اليهودية المعاكسة إلى دول المنشأ في قارات العالم المختلفة، في وقت تبحث فيه الدولة المارقة إسرائيل عن مهاجرين جدد من اليهود في العالم لجذبهم إلى فلسطين المحتلة.
والثابت أن الفصائل الفلسطينية حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ومنظمة الصاعقة، قد قامت بعمليات شبه يومية وبتسابق كبير ضد المحتل الصهيوني عبر الحدود الأردنية حتى عام 1970، ومع تزايد عدد الفصائل الفلسطينية ونشأة فصائل جديدة مثل جبهة التحرير الفلسطينية؛ استمرت العمليات الفدائية النوعية عبر الحدود اللبنانية حتى عام 1982، ووصل عدد العمليات في بعض الأيام لخمسين عملية، ورغم سقوط العشرات من الجرحى والقتلى الإسرائيليين، إلا أن إسرائيل تخفي الأعداد الحقيقية.

تكنولوجيا المعلومات

يخضع الإعلان في إسرائيل عن قتلى وجرحى صهاينة نتيجة عمليات المقاومة إلى مقص الرقابة العسكرية، وهو قرار ملزم يتم بموجبه منع نشر أي معلومات، سواء من قبل وسائل الإعلام، أو من المؤسسات الرسمية، أو من المستوطنين.

وسائل التواصل الاجتماعي

وبعيداً عن ذلك المقص أشار محللون عسكريون أن أعداد القتلى والجرحى الإسرائيليين منذ تشرين الأول /اوكتوبرمن العام المنصرم 2023 ليست دقيقة بل هي خمسة إلى عشرة أضعاف ما ينشره الجيش الإسرائيلي والمؤسسات الأخرى، وتعتبر تلك البيانات الإسرائيلية المزيفة مجرد رسائل إلى التجمع الاستعماري، في وقت لعبت فيه وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة إيصال المعلومات والأخبار بالصوت والصورة عبر فضاءات مفتوحة وبسرعة على نطاق واسع، ولهذا رفض عدد كبير من الشباب الإسرائيلي الالتحاق بألوية الاحتياط بعد متابعتهم لشهود عيان من الجرحى الإسرائيليين تحدثوا وأكدوا أن عدد القتلى والجرحى من كبار الضباط وصف الضباط والجنود الإسرائيليين في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان كبيرا جداً.
كل ذلك يؤكد للمتابعين أن عدد القتلى والجرحى من الجيش الإسرائيلي خلال عدوانها على الشعب الفلسطيني بالآلاف، الأمر الذي ينعكس على التجمع الاستعماري الصهيوني على كافة المستويات.
أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى مغادرة الآلاف من الإسرائيليين من الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي الشرس على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وتكميم الأفواه واستمرار المقاومة الفلسطينية العنيدة والبطولية رغم الآلام الكبيرة، الأمر الذي دفع أكثر من (50) ألف إسرائيلي جلهم من الشباب ومن جيل الخدمة العسكرية، باتجاه أوروبا وأمريكا، منذ تشرين الأول / أكتوبر من العام الماضي 2023، ليضاف هذا العدد إلى (450) ألف إسرائيلي كانوا خارج الأراضي المحتلة خلال عملية طوفان الأقصى قبل أكثر من عام، ولم يعودوا إلى الآن.
ومن غير المعروف ما إذا كان هؤلاء الفارون من إسرائيل سيعودون إليها أم لا، ويعتبر ذلك بمثابة خسارة استراتيجية لإسرائيل.

عن القدس العربي

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *