للتذكير عن بداية الكفاح المسلح الفلسطيني..
منذ البداية تأسس ذلك الكفاح عند حركة فتح على فكرة “التوريط الواعي”، أي إن الفدائيين سيضربون اسرائيل وتلك سترد عليهم، بحكم وجودهم في الأردن ولبنان وسوريا، ومصر، فترد عليهم الجيوش العربية وهكذا تندلع حرب تحرير فلسطين..في تلك الأونة (أواسط الستينيات) لم تكن الجبهة الشعبية، أي التي كانت وقتها حركة القوميين العرب، مع تلك الفلسفة ورأت فيها مغامرة ستورط الأنظمة العربية التقدمية (سيما نظام عبد الناصر) أيضا حركة حماس (التي كانت وقتها فرعا للإخوان المسلمين) لم تكن مع الكفاح المسلح، لأنها مع الجهاد الأكبر أي جهاد النفس والجهاد من اجل العقيدة، أي ان حماس لحقت الكفاح المسلح متأخرة (مع اندلاع الانتفاضة الأولى 1987)، بعد 22 عاما على انطلاقة فتح، وبعد أفول تجربة الكفاح المسلح الفلسطيني من الخارج…إذ تلك الفكرة التي تحيل مشروعية الكفاح المسلح إلى وضع عربي مساند وملائم، ووضع دولي متفهم (في عصر القطبين السوفييتي والامريكي) ليس موجودا الآن، أي ان اساس تلك الفكرة ليس صحيحا، لا زمان، لأن الأنظمة العربية مش على كيفنا بتمشي، وأيضا لأن تلك الأنظمة لم تثبت امام اسرائيل في حرب حزيزن (1967)، ,الآن تلك الفكرة ليست ملائمة بحكم انهيار الجبهة الشرقية، وتصدع مجتمعات المشرق العربي.. الفكرة ان الانتفاضة الشعبية على نمط الانتفاضة الأولى (1987ـ1993)، وعلى نمط هبات اهلنا في القدس هي الأنس، والأجدى لشعبنا سيما في هذه الظروف، العربية والدولية، اما الطريق الأخر فهو يحمل شعبنا اكثر مما يحتمل، ويظهر الوضع كجيش مقابل جيش، صواريخ مقابل صواريخ، وهذا يضر بالتعاطف مع قضيتنا، ويستنزف شعبنا بدل أن يستنزف إسرائيل..