لا تروح على بيرزيت يا فادي..
سيشيع الشهيد فادي وشحة غدا في حرم جامعة بيرزيت الذي لم يسمح له الاحتلال بالتخرج منها سوى شهيدا.. كان فادي طالبا بقسم العلوم السياسية، وسيذكّرنا تشييعه الآتي بزفّة الشهيد الطالب ساجي درويش عام 2014، في سيل بشري سبح عليه جثمانه متمايلا بين جناين جامعة بيرزيت وأشجارها..
سيذكرنا فادي وساجي بأغنية ” وقّفوا صفوف صفوفي” لمنعم عدوان.
كتب الأغنية الفنان ابراهيم المزين في تخليد لحادثة استشهاد الطالب في جامعة بيرزيت “موسى حنفي” من رفح جنوب قطاع غزة عام 1987. عندما رفع موسى علم فلسطين على سطح أحد مباني الجامعة، فقنصه جنديّ إسرائيلي وقتله. ثم بدأ جيش الاحتلال بالبحث عن جثته التي أخفاها زملاؤه، وخاضوا معركة تخفّي لإيصالها إلى عائلته بمخيم الشابورة برفح.
بعد نقلها من بيت لآخر في بلدة بيرزيت، لجأ أحد الأساتذة مع زملاء الشهيد إلى إلباس الجثة معطف ونظارات سوداء وقبعة، وأجلسوها وسط السيارة إلى جوارهم ساندين زميلهم الشهيد ومُدّعين أنه مُقعد وأعمى، وهذا ما أنقذهم أثناء تفتيش السيارة، إلى أن نجحوا في إيصاله لعائلته ودفنه في رفح مسقط رأسه.
قبل سنوات روى قريبه الذي حمل اسمه، قصة الحديث الأخير بين موسى حنفي ووالدته فاطمة، حين سألها:
– لو قالوا لك يمة موسى اعتُقل شو بتعملي؟ ردت: يا خيبتي لا تحكي هالحكي، الله لا يقدّر.
– لو قالوا لك موسى أصيب؟ ردت باكية: بدعيله الله يحفظه ويحميه.
– طيب يمّا هذا آخر سؤال: لو قالوا لك موسى استشهد؟
فدمعت عيناها وبكت ونظرت إليه قائلة: “لا تروح على بيرزيت يا موسى”.
لا تروح على بيرزيت يا شرف الطيبي
لا تروح يا يحيى عياش
يا صالح تلاحمة
يا أيمن حلاوة
لا تروح يا ضياء الطويل
يا إيهاب أبو سليم
يا عبد المنعم أبو حميد
يا ساجي درويش
يا محمد أبو غنّام
لا تروح على بيرزيت يا #فادي_وشحة