كيّ الوعي العربي في عزّه… و”الأبطال” العرب في عزّهم!
باحثو الإعلام الذين يتتبعون حضور الأقلية العربية الفلسطينية في الإعلام الإسرائيلي العبري وارسمي سيتفاجأون في بحثهم القادم من الارتفاع الحاد في معدلات حضور العرب ومن التغطيات “الموضوعية” بل و”الإيجابيّة”.
تغيير يحصل الآن بفعل الحملة الانتخابيّة التي صار فيها العنصريّ نتنياهو صاحب قانون القومية وسياسات كمينتس والهدم وحرث المحاصيل واستعمال الجريمة المنظّمة لإخضاعنا ـ مجرّد أبو يئير يُتقن صبّ القهوة والتقاط صور مع العرب!
يبدو لي أن حملة نتنياهو الأساسية لكي وعي الناخبين والناخبات العرب هو وسائل الإعلام وليس الدعاية المباشرة لشخصه. من “مكان” التلفزيون والراديو حتى القنوات اليمينية الاستيطانية التي يُحبها منصور عباس ويحبّ الظهور فيها!
هناك “حبّ جارف” للعرب وقضايا العرب في وسائل الإعلام كلّها ـ في كل البرامج هناك حضور للعرب يُعطي إحساسا أن الدولة دولتنا وأننا حيال عهد جديد و”نهج جديد” ليس عند الإسلامية الجنوبية وحدها،
الصحيح أن للمعادلة شقّيْن ـ الشقّ الثاني أن كثيرات وكثيرون من العرب يكيّفون على دعواتهم إلى برامج ومقابلات. يظهرون هناك أو يتحدثون ويرسلون إلينا أخبارا عن مواعيد مقابلاتهم الإعلامية كأنها أفعال بطولية تستحقّ أن نهتف لها ونصفّق.
كيّ الوعي في عزّه. فالذين يقبلون الظهور في الإعلام العبري والرسمي إنما في غالبية الحالات إنما يتحدثون بلغة المقدّم/ة والمذيع/ة وقلّما قلّما شذوا عن الخطّ. يسألهم فيجيبون ودون أن يشعروا يحكون ما يُريده هو وليس ما يُريدون هم!
وهنا أجدني ملزمًا بالإشارة إلى أن غالبية “أبطالنا” في الإعلام في هذه الفترة متوسطون وأدنى والبعض منهم تافهون وسخيفون فيما يقولون و”يُنظّرون” ويتفوّهون به من دُرر. وهم مجتمعون يُسهمون شاءوا أم أبوا في صناعة “العربي الإسرائيلي الجديد” المستعدّ للذهاب مع نظام الأبرتهايد معتقدا أنه سيسلم بجلده!
وهنا لا يفيد أبدًا أن نقول لا تتعاونوا مع كيّ الوعي لأن في “النجومية” إغراء قاتل بكلّ المعاني ولو أتى من سلطة تبثّ على اليمين الفاشيّ!