كيف اذكر انتقاضة الـ2000،”وكيف نعرّف الفلسطيني” ؟

أعيد نشر ما كتبته ليس لنتذكر بل لنحدق في التواريخ التي نحتت بلحمنا!!

29  أيلول 2000 كان يوم جمعة، وكنت في أول حصة تدريسية لي في جامعة بيت لحم، كان ذلك أيضًا يوم عيد ميلادي التاسع والعشرين. حينها كنت أم لطفلة أتمت عامها الأول قبل أسبوع ،وقد تركتها لأول مرة في حضانة سيدة ستينية في رام الله.  زوجي كان يدرس  في ذات الجامعة، هو في دائرة الخدمة الأجتماعية وانا في دائرة علم الاجتماع.

كنت أحب بيت لحم كثيرًا وأحب جامعتها وأجوائها ،وكنت مبهورة ببنائها القديم  وبتواضع حجمها ، وحين كنت آتي لزيارتها في السابق كنت أشعر بالانتعاش ،كانت الجامعة صغيرة وطلبتها دمثين، وكنت قريبة من سنهم حين بدأت بالتدريس، كان في  الأمر سعادة وغرابة ، قلق وفرح ساذج، اذ كان علي ان اثبت “جدارتي” ك “مس” !

شاءت الصدفة ان تكون اول حصة تدريسة لي يومها حول “المجتمع الفلسطيني” ، ولأني ما زلت “مس”، ولأن السوسيولوجيا حينها كانت برسم نهاية الايديولوجيات وما بعد الحداثة والانشاء والخطاب ، قررت ان افرد عضلاتي الفكرية وابدأ بطرح الاسئلة “الاستفزازية”:

 كيف تعرفون المجتمع الفلسطيني؟ من هو الفلسطيني؟ ما هي حدود الهوية الفلسطينية؟ كيف يتم بناء الهوية ؟ ما هي الادوات …الخ!

والنقاش يتطور ويتعقد، تماما كما أريد.

واستمر:

هل يعرف الفلسطيني بالولادة ؟ بالدم؟ ام بالممارسة وبالثقافة ؟ وما هي حدود الهوية، كيف تبنى الحدود وكيف تصاغ؟

النقاش يتعقد:

حسنا، كيف نسمي الجنود من العرب الذين يخدمون في الجيش الاسرائيلي؟ هل العربي في حرس الحدود الاسرائيلي  هو فلسطيني؟

كنا بالضبط في لحظة النقاش هذه، انا ابتسم بتحد وزهو والطلاب يدلون بدلوهم..

حينها وببدون سابق انذار اقتحم غرفة الصف بشكل درامي ثلاثة طلبة مع اعلان : تعليق دوام.

ماذا جرى؟  توجد مواجهات بالحرم ، لقد سقط عدة شهداء!

لم اعرف كيف علي التصرف، سارع الطلاب الى لململة اوراقهم، حينها  نظر إلى أحد الطلاب ساخرا:

مِسْ، هذا هو تعريف الفلسطيني!

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *