كعك القدس !
صباح القدس حين يشرق بالسمسم ، فجر الفلسطيني الطازج تفوح نكهته الفلسطينية لتوقظ أسوار القدس من تاريخها ، وتمسح عن حجارتها الندى ، وتنهض فلسطينية في باب العامود ” تنتش ” كعك المدينة ، و ” تهرهر ” السمسم كما أسوارها ” هرهرت ” عنها الغزاة !
كعك القدس هويّة المدينة ، وعبق تاريخها حين ” يُبوّس ” أجدادها الكنعانيين حين سمّوها : ” يبوس ” !
هذه المستطيلة المرشوشة بالسمسم ، تهزم نكهتها كل صباح هويّة احفاد هيرتزل الزرقاء ، وتلولح بكوفيتها الفلسطينية أمام مخبز المصرارة ، وتغمّس بالزيت والزعتر صباح القدس عاصمة الفلسطينيين ، وتسخر من مستوطن روسي يقضم قطعة الكرواسا ن بحراسة الجنود .
كعك القدس لا يعبّر عن عبيره الا في القدس ، خارج القدس لا طعم له ، هو سر المدينة وكاتم اسرارها ، يتزوّد به المصلّون قبل وبعد صلاتهم بالأقصى ، هو رائحة الله في مدينة تعبق بالأنبياء ، كل حجر من حجارتها يروي ما مر عليه من سنابك خيول الغزاة ، ويرحلون وتبقى الحجارة الناصعة البياض ، وتبقى الأبواب موجوعة من تاريخها ، تحدّق بالغزاة الجدد ، وهم يحاولون تزوير المدينة ، وهم يحفرون تحتها لعلهم يجدون ما يدلّ عليهم ، وتسخر يبوس من بلاهتهم ، و ” تنتش ” كعك القدس ، وتصلي في الأقصى وتقيم قداسها في كنيسة القيامة ، وتنقش على خشب الزيتون صورتها ، وترفع رأسها في باب العامود ، وتصنع نصرها .