كذبتان .. كذبة الدولة وكذبة منصور عباس
ـ تيدي كاتس طالب ماجستير أعدّ أطروحته عن مجزرة الطنطورة ـ 1948 ـ لدى المرحوم بروفيسور قيس فرّو. اعتمد على سلسلة من لقاءات مع الناجين من المجزرة وذرّيتهم وأرشيفات تيسّرت له. وحصل على علامة 98. قامت قيامته على أيدي جنود لواء اسكندروني الذي نفّذ المجزرة.
توجّهوا للمحكمة سجّلت سابقة قانونية وتدخّلت في عمل أكاديمي. وطالبت الجامعة وتيدي كاتس بالتغيير في مضامينها. ثمّ ذهب المدّعون إلى المحكمة المدنية لمطالبة كاتس بالتعويض وفق قانون التشهير والقذف. ولأنه وجد نفسه وحيدا بعد تنصّل جامعة حيفا منه ومن عمله البحثيّ ـ اضطرّ إلى مراعاة مطلبهم وقدم التنازل مرة أخرى.
والآن تأتي جريدة “هآرتس” ـ في عدد يوم غد الجمعة ـ لتكشف عن قبر جماعي تحت مصفّ سيارات شاطئ الطنطورة لضحايا المجزرة. والذين أخبروها بذلك هم هم جنود اللواء الذي نفّذ مجزرة الطنطورة!
صدق كاتس والمشرف على وظيفته ـ بروفيسور قيس ـ وكذبت السياسة اليمينية الكولونيالية!
الكذبة الثانية قصيرة وابنة اليوم. النائب منصور عباس قال في أكثر من لقاء إذاعي بالعربيّة خلال الأيام الماضية أنه صوّت على قانون تجنيد الشبان من المدارس الدينية اليهودية لأن القانون يُعفيهم (!!) من الخدمة!!!
تحت ستار المؤمن ورجل الدين والحركة الإسلامية يجوز الكذب كما يبدو ـ كم هو واضح من نص القانون الذي تريد الحكومة تشريعه؟
في الحالتيْن أرادوا حجب الحقيقة بالكذب والضغط والتضليل