قضيةُ نادرة لم تعد نادرة والكهانية فوق اللبرالية

قرار الجامعة العبرية في القدس ايقاف الاكاديمية البارزة الاستاذة نادرة شلهوب كفوركيان عن التدريس بسبب تعبيرها عن موقفها من الحرب الاسرائيلية على غزة يعني ارتقاء المؤسسة الاكاديمية درجة نوعية نحو الانحطاط القيمي. تسويغات القرار تؤكد ان روح الكهانية والمليشياتية تسيطر على كل المرافق، وحصريا على معاقل ما يسمى اللبرالية وحرية التعبير والحريات الاكاديمية.
من معرفتي لنادرة اعتقد ان تداعيات القرار مؤلمة لها، لكنها لن تهزها.
ما قام به اكاديميون واكاديميات عرب وحصريا الباحثين والمحاضرين في الجامعات الاسرائيلية بالاحتجاج من خلال الرسائل المباشرة للجامعة العبرية او من خلال التعبير عن موقفهم هو موقف جدير.
برأيي ان الاصوات الداعية للمحاضرين/ات العرب بالاستقالة احتجاجا، ترتكب خطأ، اذ ان معظم هؤلاء لم يصلوا الى مواقعهم بفضل المؤسسة الاكاديمية وإنما رغم المعوّقات العنصرية البنيوية في قبول المحاضرين وأمام ترقيتهم وهذا في نهاية المطاف انجاز شخصي لكل منهم ويحظى بتقدير مجتمعي، ولا اعتقد بأن الصديقة نادرة تطالبهم بمثل ذلك. ولا نستطيع مطالبة الاطباء مثلا بالاستقالة في حالة شبيهة.
هناك اهمية للصوت الاكاديمي اليهودي الرافض للقرار التعسفي المذكور ويُشاد به، وبتقديري أن ما قام به بروفيسور يوري بينيس وهو المناضل العنيد منذ ايام الحركة الطلابية ورفضه الخدمة العسكرية وسجنه وعضويته في الحزب الشيوعي ومناهضته للصهيونية، بإعلانه الاستقالة من منصبه مديرا لمعهد كونفشيوس في الجامعة العبرية ورفضه تنفيذ أي عمل في الجامعة مرتبط بتمثيلها في إسرائيل أو في خارج البلاد، هو موقف راقٍ يليق به كما اعرفه، وفيه رسالة للجامعة لانها تحدثت باسم المجتمع الاسرائيلي وتعاملت بانها الجامعة اليهودية الصهيونية.
