في يوم الأسير الفلسطيني …
يا طيور بلادي في أقفاصها
أنا أخجل من حريتي !
زرقة صباحي تخجل من عتمة زنازينكم ، شبّاك غرفتي يوبخني وهو يطلّ على قضبانكم ، فنجان قهوتي الصباحي يوجعني وأنا أصحو في غيبوبتكم ، دخان سجائري يؤنبني وأنا أنفث دلعي في ضجركم .
حريتي توجعني وأنا أصحو كل صباح لأتضامن معي في معكم ، وأحدّق في عجزي أمام معجزة صمودكم ، وأخجل من حلاوة سكّر عسلي في لسع ماء ملحكم ، ومن تخمتي تتفرج على جوعكم ، وعصافير صباحي تزقزق حول أقفاصكم ، ومفتاح باب بيتي أمام اقفال زنازينكم .
أخجل من عناق أمي أمام عناق أمهاتكم لصوركم ، أخجل من أحفادي وهم ينطون حولي وأولادكم يغفون يحضنون صوركم في خيم التضامن ، أخجل من بلادي وهي تتحلق حول تمثال مانديلا في رام الله وترفع راياتها الخضراء والحمراء والصفراء ، وتغفو على آسرتها وتصحو على أسركم .
أخجل من وزير وأسير في سلطة بين حاجز ومستوطنة . أخجل من ” المؤمنين ” الذين يطلقون لحاهم ويعجزون عن اطلاق أسراهم ، أخجل من الذين يتنافسون في انتخاباتهم ويفوزون بتعليق صوركم على صناديق الانتخابات .
يا طيور بلادي في أقفاصها سامحوني ان قلت : لكم الله بين خيم التضامن وسجونكم هو وحده ما بقي لنا ولكم في هذا التيه السياسي الفلسطيني في سلطتين تتصارعان على منصب وزير أسرى في حكومة لا يوجد بها وزير دفاع !