في وهم الترويج الأمريكي لحل الدولتين
تتزايد بالاونة الأخيرة التصريحات الأمريكية ثم تبعتها البريطانية وكذلك من ممثلي بلدان الاتحاد الأوروبي حول حل الدولتين .
تبلور مقترح حل الدولتين من خلال تصريحات ومقترحات جورج بوش الابن في عام 2002.
ثم أصبح ذلك يتكرر من خلال القادة والرؤساء الامريكيين وكان يتبعها تصريحات من قادة الاتحاد الأوروبي.
لم تحدد الولايات المتحدة مضمون وطبيعة وحدود الدولة الأمر الذي أوجد مساحة واسعة لتفسيرها وقد شجع ذلك الرئيس السايق ترامب لإعلان صفقة القرن التي تتضمن انشاء دولة فلسطينية دون القدس عاصمة لها ومع اقتطاع مساحات واسعة من الضفة وعبر وجود كنتونات ومعازل متقطعة يتم وصلها بطرق مشوهة .
تتضمن دولة ترامب والتي أعلنها مع نتياهو في مؤتمر صحفي مشترك استمرار سيطرة دولة الاحتلال على الحدود والاحتفاظ بالنقاط الأمنية من كافة الاتجاهات .
دولة ترامب- نتياهو هي شكل كاريكاتوري للدولة مشوهة التركيب وتخضع للسيطرة والسيادة الاحتلالية .
تسرب مفهوم ومضمون دولة ترامب -نتياهو الي الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن الذي اخذ يكرر هو واقطاب حكومته وخاصة وزير خارجيته بلينكن مقترح حل الدولتين .
تزايدت التصريحات الأمريكية بخصوص إقامة الدولة الفلسطينة أثناء عدوان الاحتلال البربري على قطاع غزة وذلك في سياق البحث عن اليوم التالي لوقف العدوان فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة وفي إطار التأكيد على اهمية ان تتولى السلطة الفلسطينية (المتجددة)لشؤون قطاع غزة بعد انتهاء الحرب .
تهدف التصريحات الأمريكية والتي رفضها نتنياهو وأركان حكومته من اليمين الفاشي والمتطرف الى خداع الرأي العام واشغاله بقضايا جزئية لا تشكل أولوية أمام استمرار المجازر وعمليات الابادة الجماعية التي شخصتها دولة جنوب أفريقيا عندما اثارت ذلك أمام محكمة العدل الدولية حيث تكمن الاولوية لوقف القتل اليومي والنزوح القسري ومخاطر التهجير.
وتهدف كذلك الى ارضاء الموقف الرسمي العربي بما يساهم في تشجيع عملية التطبيع خاصة مع السعودية التي من الصعوبة ان تستمر دون افق لحل القضية الفلسطينية بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينة.
هناك امتعاض غير معلن من قبل ادارة بايدن لموقف نتنياهو وبالتالي فإن تكرار التصريحات حول الدولة الفلسطينة يرمي للضغط علية والتلويح برغبة الولايات المتحدة للتعامل مع غانس زعيم التيار الرسمي في دولة الاحتلال بدلا منه خاصة بعد رفضه العلني لاقتراح الدولة الفلسطينة والذي جاء بعد مكالمة بايدن لة ما شكل ازعاجا للإدارة الأمريكية.
جاء رد نتياهو بالرغم من استعداد بايدن لتبني رؤية ترامب للدولة والتي تتجاوز الشرعية الدولية دون تحديد حدود ومضمون واضح لها وفق نص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 من خلال القرار 19/67.
يتضمن قرار الجمعية العامة بالعام 2012والذي صوتت لصالحة139دولة إقامة الدولة الفلسطينة على حدود الرابع من حزيران للعام 1967وعاصمتها القدس .
ان دولة بايدن تجرد الدولة من مضمونها السيادي كما تعطي المجال لدولة الاحتلال للاستمرار في مخططات الاستيطان والاسرلة والتهويد .
انها اشبه للحكم الذاتي لإدارة شؤون السكان على اقل مساحة ممكنة من الأرض مع شطب حق العودة والذي ظهر بصورة واضحة من خلال الهجوم المسعور على الاونروا مؤخرا والإعلان عن وقف تمويلها من قبل اميركا وحلفائها .
يتضح طبيعة التضليل الأمريكي من خلال الاستمرار بدعم دولة الاحتلال وعدم الاعتراض على الاستيطان وتهويد القدس واستخدام الفيتو والنفوذ الأمريكي لحماية دولة الاحتلال بالمحافل الدولية .
لقد أعلنت الإدارة الأمريكية في بداية العدوان على غزة عن تزويد دولة الاحتلال بمبلغ 14مليار $.
وابرمت صفقة أسلحة دون موافقة الكونجرس واستخدمت الفيتو عدة مرات في مجلس الأمن دفاعا عن دولة الاحتلال.
لا يوجد أي مؤشرات على جدية ادارة بايدن بما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينة المستقلة وما يتم من تصريحات يأتي في سياق تضليل الرأي العام وتنفيذ اهداف تكتيكية ترمي الى تعزيز مسار التطبيع ودمج دولة الاحتلال بالمحيط الإقليمي وشراء الوقت لتستفيد منة دولة الاحتلال للامعان بالاستيطان وبيع الوهم والهاء الفلسطينين الذين ما زالوا بكل مكوناتهم في دائرة الاستهداف كما برز مؤخرا من خلال قرار مجلس النواب بحظر دخول أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية وكذلك اعضاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي للأراضي الأمريكية.