في مثل هذا اليوم 2 أكتوبر أنجز هذا السلطان الأيوبي مشروعه السياسيّ الكبير بدخول أبواب القدس في مشهد عسكريّ مهيب وتحريرها من الصليبيين وبسط السيادة السياسية والعسكرية والدينية عليها، ومع أنه لم يقض على المشروع الصليبي الذي ظل قريباً منه على طول الساحل الشامي من يافا إلى صور، فإن إنجازه هذا كان ملهماً للأمة كلها، وحفر فيها عقيدة الثقة بنفسها …

والسلطان صلاح الدين كان يحكم باسم خليفة بغداد ، وكان سلطانه الفعلي في مصر الشام والموصل والحجاز واليمن، واتخذ من من مشروع تحرير القدس برنامجاً لتثبيت سلطته وملكه وحشد الجماهير حوله، وقرَن ذلك بالعمل وفق استراتيجية صعبة استمرت نحو ربع قرن مع فريق عسكري وسياسي وإعلامي وتعبوي محترف… وبالتأكيد فهذا ليس إنجازاً شخصياً بل إنجاز فريق قويّ استطاع أن يجعل الظروف السياسية المحبطة وقوداً للتغيير …

لقد آمن صلاح الدين بأن أشواق الجماهير التواقة للعزّ لا تكذب وأنه يمكن المراهنة عليها إذا صحّت الإرادة وانعقد العمل…

المهم أن ندرس تجربة صلاح الدين بواقعية وليس بانتقائية رغائبية فثمّت الكثير من المراجعات في هذه القضية التي قُدّمت لنا في صورة مثالية بينما كانت مشروعاً سياسياً ناجحاً يمكن مقايسته واستلهمام نموذجنا التحرري منه…    

وهو المشروع المتاح لكل زعيم ذكيّ وكل حزب قويّ، ولكل حركة قائدة… تنظر بعين المستقبل …

وفي مثل هذا اليوم سميت ابني البكر باسم الفاروق “عمر” تيمّناً باسم قائد الفتح الأول، وصانع الإلهام الكبير بعده مع قيادته المظفرة…

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *