ماذا نقول لصباح الناصرة الذي يصحو هذا الصباح .. يبحث عن غزالة مرج ابن عامر ليشرب قهوته على شرفة بيت ريم بنّا في الناصرة ؟
..كيف نقنع دمعة فضية تحبس دمعتها في ساحة العين تبحث عن خطواتك هذا الصباح في زواريب السوق القديم ، وتخفي حرقتها في محل بهارات ” الفاهوم ” ..وتنقش حيرتها منقوشة زعتر في مخبز الطابون ؟
صباح الناصرة بلا ريم بنا .. صباح معاق !
ليس مثل ريم بنّا من يتقن صباح الناصرة ، تعده بمهارة في بيتها الذي يطلّ على مرج ابن عامر على بعد رشفة من قهوتها الصباحية يشرق من فناجين مكتوب عليها اسماء المدن الفلسطينية .. فنجان يافا .. فنجان حيفا .. فنجان عكا … هي الناصرة تشرب مدنها الفلسطينية بعبق الهال في صباح ريم بنّا الذي تصعد اليه في الناصرة لتشرب البلاد بفناجين ريم ..
بين فنجان قهوتها الصباحي ومرج ابن عامر رفقة البنّ المحمّص بمهارة الجليل يدقّ مهابيش أصحاب البلاد في صباح الناصرة التي رغم أنفهم المعقوف تعلو على الناصرة العليا .
في مثل هذا اليوم من برد كانون ولدت ريم بنّا من شجرة عيد ميلاد تزيّنها الناصرة كل عام في ساحة عين العذراء احتفالا بابن الناصرة يسوع الناصري ، وفي هذا اليوم الثامن من كانون يحتفل سرب من عصافير الجليل يحوم فوق قبر ريم في الناصرة بعيد ميلاد ” ترنيمة فلسطينية ” اسمها ريم بنّا ..
في عيد ميلادها اليوم ترتل كنيسة البشارة ترانيم الميلاد ، ويغرد سرب من عصافير الجليل أغنياتها .. لأن الأغاني لا تموت !
ولدت ريم .. ماتت ريم .. ولن تكف فلسطين عن الغناء !
ريم بنا في أروع تهليلة فلسطينية: