في زيارتي الأخيرة لبريلين…

في زيارتي الأخيرة إلى برلين وكانت لأغراض عمل التقيت سياسيًا هولنديًا حضر لقاء عشاء. وقد جاء إليّ بجملة أسئلة بعدما قرأت هناك نصًّا شعريًا فلسفيًّا عن الحرب كظاهرة وكحرب إبادة على غزّة. أوجز هنا ما سجلته من إجابات على أسئلة كان انطباعي أنها أتت بصدق من إنسان يُريد أن يفهم ما قصدته في القصيدة التي تُرجمت مسبقًا إلى الانجليزيّة.

ـ يا سيّدي المحترم ـ على اعتبار أنه أحد أعضاء بلده في الاتحاد الأوروبي الذي كان داعما للقاء ـ إن حلّ الدولتيْن الذي تتمسّكون به في “الاتحاد” صارَ مصيدة للفلسطينيين وفرصة للإسرائيليين كي يواصلوا كولنياليتهم. لم يتحقّق منذ 76 عاما ويبدو لي أنه صار من ناحيتكم مُهلة لإسرائيل الرسمية كي تواصل حرب التصفية والإبادة.

ـ أنتم مخطئون كاتحاد أوروبي مسؤول عن المسألة اليهودية التي نشأت على أرضكم وفي عواصمكم ومن “قوميتكم” وملاحقاتكم وعنصريّتكم، في أنكم تدعمون إسرائيل “على العميان”. نُدرك “عقدة الذنب عندكم” لكنكم عمليًّا رحلتم هذه المسألة إلى فلسطين ليتمّ “حلّها” خارج أوروبا وعلى حساب فلسطين والفلسطينيين. أنت شريكون فيما حصل منذ النكبة الأولى إلى يومنا هذا.

ـ المطلب الفلسطيني بحل عادل لفلسطين ينبغي أن يوجّه إليكم بالأساس بصفتكم الجهة الثالثة الأقرب الضالعة فيما حصل ـ أنتم خلقتم المسألة اليهودية والمسألة الفلسطينية أيضا. وكل محاكمة تجري لمسؤولين إسرائيليين ولإسرائيل الرسمية ينبغي أن تُجرى لأوروبا الرسمية أيضا بوصفها ضالعة.

ـ فكفكة “عقدة” أوروبا وخصومتها مع تاريخها وتاريخنا ينبغي أن يكون بدعم غير متردّد لفكرة المصالحة التاريخية في فلسطين بين شعبها المقيم وبين الشعب اليهودي الوافد إليها كمستعمِر. هذا يعني أن خاتمة سيرورة كهذه ينبغي أن يكون تفكيك النظام الكولونيالي في فلسطين.

رأيته يسجل ملاحظاته ويطوي مفكّرته. شكرني ومضى. وأنا مضيت.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *