في ذكرى استشهاد دلال المغربي
في ذكرى استشهاد دلال المغربي
تحضر هذه الذكرى في حياتي في حدثين.
الأول: يوم استشهدت عام ١٩٧٨ في عملية الشاطئ تل ابيب التي قادتها المرأة الفلسطينية وهزت العالم.
كنت أيامها طالب للتمريض وانفجر نقاش حاد بيني وبين الطلبة اليهود دافعت فيه عن شرعية العملية ومنفذيها وقائدتها دلال وكل من معها. على خلفية هذا النقاش الحاد والصاخب تم فصلي من التعليم.
الثاني: ذات يوم كنت جالس على شاطئ تل ابيب احتسي فنجان قهوة بعد اتفاق اوسلو. فجلس بجانبي شخصيات قيادية معروفه من السلطة الفلسطينية من رجال ال (VIP) برفقة نساء يفوح عطرهن بشكل خاص.
تذكرت دلال ومجموعتها وكتب على لسانها هذه الخاطرة المنتفضة التي صدرت في كتابي “مواقف على صفحات الزمن.” سنوات طوال قبل استقالة اختها المناضلة رشيدة المغربي Rashida Moghrabi امس في ذكرى استشهادها من المجلس الثوري لفتح احتجاجاً على مرحلة السقوط التي تعيشها فتح وحركة التحرر الفلسطينية برمتها.
وهذه الخاطرة المنتفضة الى دلال المغربي يرحمها الله ومعها كل شهدائنا.
من دلال المغربي
الى صاحب ال V.I.P
يا صاحب ال V.I.P لا تتعثر
بالأمس ترقبتك على شواطئ
تل الربيع تتبختر
أسكرك عطر العذارى
حتى مررت على دمي
ما مسيَّت ولم تتذكر !!!
•••
يا صاحب ال V.I.P
نمت أتحسر
على من ولج البحر
على الشواطئ دمه تبعثر
على من ناديته بأسم الثورة
حتى معالمي وصوتي انكر
يا صاحب ال V.I.P
نمت أتحسر
على كيف وصلت بنا الحال
وكل شيء مهزوم وتكسر.
•••
يا صاحب ال V.I.P
نحن الشهداء
ما عبدنا للعهر الدرب بالدماء
ولا ولجنا البحر ثورة
للسكرِ في حضن النساء
صِنْ .. صِنْ لسوطنا من السماء
ما منحنا لغير الثورة الولاء
ولا توجنا بدمائنا غير السجناء
ومنكم ما زلنا نمنحه الفرصة
للتمايز عن جيف العملاء.