في ذكرى إدوارد سعيد: عن الاستشراق و الشرق

كان إدوارد سعيد مناهضاً صلباً لأشكال الهيمنة والتمركز الكولونيالي كافة, المتمثلة في التواطىء القائم بين المعرفة والخطاب الاستعماريين .وقد شكّل, بمجمل أطروحاته ملمحاً هاماً ومؤثراً من ملامح النقد ما بعد الكولونيالي، وساهم في تحديد الأطر العامة لهذا النقد في كشفه للخطاب الاستعماري الغربي إثر اجتياحه للعالم في ظاهرة ارتفعت أنساقها “الإمبريالية” منذ منتصف القرن التاسع عشر (كما يتبين ذلك في كتابيه المرجعيين “الاستشراق “و “الثقافة والإمبريالية)

سؤال الـ “نحن” و الـ “هم”

لن يجيبك أحد ،في الغرب، ممن يتم تعريف الواحد منهم على أنه “خبير استراتيجي في شؤون الشرق الأوسط”(وهي التسمية الأكاديمية البديلة التي باتت مقبولة للمستشرق) عما يمكن أن يحدث غداً في منطقتنا ،وعدم الإجابة لا تأتي من عدم “علميّة”، أو من “سطحيّة” السؤال الذي يشبه سؤال هل تتوقع أن ينفجر الكون بعد 10 دقائق من الآن؟ بل يعزى الأمر ،على الأغلب، إلى أحد الخصائص الجوهرية المميزة للثقافة الغربية في السرد الاستشراقي، أي، عدم القدرة على التنبؤ بمواقف وسلوك الناس الذين يعيشون فيه(أي الشرق)،فلطالما كان التنبؤ أحد سمات التفكير العقلاني و المنطقي ومحفزاً لاستشراف رؤى مستقبلية وهو ما لاينطبق على عقلية الشرق حسب السردية الاستشراقية ،ويستشهد البعض على ذلك بما ذكره سعيد نفسه عند تقديمه ، النسخة العربية من كتابه “الثقافة والإمبريالية”، من توظيف “الاستشراق” على نحو مخالف لمقاصده ولما أراد له في البلاد العربية؛ و يتساءل “إن الأمر في نظري ليقع على مشارف اللغز أو السرّ؛ لماذا ساعد “الاستشراق” في باكستان والهند وأفريقيا واليابان وأميركا اللاتينية وأوروبا والولايات المتحدة، على إطلاق العديد من أنهاج الإنشاء الجديدة وأساليب التحليل الجديدة، وإعادة تأويل للتاريخ والثقافة، فيما ظلّ تأثيره في العالم العربي محدودًا؟”

برزت الدراسات ما بعد الكولونيالية، منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين تقريباً كنظرية نقدية مؤثرة في مواجهة نزع الطابع الكولونيالي عن الخطاب الغربي .وشكل كتاب إدوارد سعيد (الاستشراقOrientalism )،من ظهوره في العام 1978 صدمة عميقة على حد قول الناقد الأدبي الألماني شتيفان فايدن. كما أشار العديد من النقاد إلى أن الكتاب مهد الطريق لتخصص جديد دعي بالدراسات ما بعد الكولونيالية. وقد امتلك سعيد نظرة عميقة في كشفه الارتباط الفظ (في الغرب) بين إنتاج المعرفة الأكاديمية و الإمبريالية .ولمّحت الدراسات ما بعد الكولونيالية منذ نشأتها على أنها نظرية نقدية تحاول لفت الانتباه لهذا الارتباط و لنقد المعرفة كما أنشأها الغرب، وهي تسعى، بذلك، لبناء معرفة “الآخر”، تلك المعرفة التي ضاعت و أهملت أو قمعت في الدراسات الغربية. علاوة على أنها قراءة -أو إعادة قراءة- تتحرى الرابطة بين الكولونيالية و نصوصها الثقافية. وهي بذلك توصف باعتبارها استراتيجية متاحة للجميع لقراءة الأنماط المختلفة للمنتج الأدبي إذا ما أقر القارئ بآثار العميقة الكولونيالية العميقة على الإنتاج الأدبي المتنوع .

خطاب “الاستشراق”

قام إدوارد سعيد في “الاستشراق” بعرض أهمية الأخذ في الاعتبار الآثار الكولونيالية لفهم وتأويل النصوص الثقافية والأدبية-أي الارتباط بين الإمبريالية و إنتاج المعرفة الغربيين-.و يرى بأنه لا يمكن تجنب العلاقة ،أو الارتباط بين إنتاج المعرفة عن الشرق و الأنساق الامبريالية في سياقها الغربي، لأن” الامبريالية السياسية تحكم مجال الدراسة كاملاً، أي المخيال والمؤسسات العلمية، بطريقة تجعل تفاديها استحالة فكرية وتاريخية. وهكذا تم ربط المؤلفين باهتمامات سياسية وفقاً لصياغتها الإمبريالية الغربية، وبالتالي أُنتجت اعمالهم ضمن العوالم الثقافية و المتخيلة للإمبريالية الغربية.

ويمضي سعيد متتبعا أصول وتطور الاستشراق, شارحاً انخراط تمثيلات الغرب الثقافي في سياسات و آليات الإمبريالية الأوروبية. فضلاً عن ارتباط العديد من أعمال السياسيين والكتاب والمؤرخين الباحثين في مواضيع و”آثاريات” الكتاب(المقدس) ,وغيرهم كثيرون بالاستعمار الأوروبي. و بعبارات سعيد: إذا ما أخذنا أواخر القرن الثامن عشر كنقطة انطلاق محددة تقريبا، يمكن مناقشة الاستشراق و تحليله بوصفه مؤسسة للتعامل مع الشرق-التعامل معه من خلال توجيه صنع حالات عنه أي مقولات/ووجهات نظر أصيلة ووصفه وتدريسه وتالياً حكمه :و بإيجاز، يمكن مناقشة الاستشراق باعتباره نمط غربي للهيمنة و إعادة التركيب و السيطرة على الشرق. وكما يقول يكمن جوهر مقولة الاستشراق في “التمييز المتأصل بين التفوق الغربي والدونية الشرقية…”. وهو ما تختزنه وتختزله عبارة روديارد كيبلنغ “الشرق شرق، والغرب غرب، ولا يلتقيان”.

وضمن هذا الحيز الجامد للتنميط سيكف الشرق عن اعتباره مجال إنساني رحب يسمح للتطور، بل سيبقى فقيراً قاراً ثابتاً وخصماً أبدياً للغرب، لاسيما في قضايا الثقافة والهوية والسياسة.

يرى سعيد بأن الاستشراق ،في خطابه و سلوكه، إنما هو في كفي الحقيقة تعبير عن الغرب ، أكثر منه عن الشرق. و يقوض-سعيد- بصورة منهجية نمطية النزعة المتأصلة في الغرب المتمثلة في إنكار و تشويه ثقافات و تواريخ الشرق باعتباره “الآخر” من خلال علاقته مع الغرب. وهكذا يمثل الشرق في الغرب على أنه الأخر الأقل شأنا عن طريق مجموعة متنوعة من مؤسسات تمتلك وسائل إنتاج تمثيلاتها لثقافة الشرق .فالشرق كمكان و سكان تم تمثيلهم و تنميطهم على حد سواء كمنزلة أدنى، فالشرق أنثوي، ضعيف، لاعقلاني؛ بالمقارنة مع الغرب ،المتفوق؛ الذكوري؛ القوي؛ والعقلاني.

عبر سعيد بصورة مقنعة بأن إنشاء الشرق في صورة الغرب باعتباره آخر أدنى كان ببساطة جزءً من الحالة الاستعمارية، في نواحٍ كثيرة ،وعلى هذا لم يكن الاستشراق سوى “علم استعمار الشرق” على حد قوله. وهكذا انبثقت سرديات الاستشراق عن الشرق على انه حيز من مكان “كيان” جغرافي وسياسي وثقافي، فأنتجت هذه السرديات -كما يقول- عطالة في العقل الغربي(السياسي وغير السياسي) لاترى في الشرق سوى “فضاء مكاني للرومانسية، وللكائنات الغريبة، وذكريات الصيد، والمناظر الطبيعية، والتجارب الرائعة”.

الاستشراق كخطاب كولونيالي

كشف إدوارد سعيد حقيقة الاستشراق كما كان عليه منذ نشأته :اي كخطاب إمبريالي و “واقع سياسي و ثقافي ” وفي هذا السياق قام الاستشراق بصنع العنصرية ،يصبح من حق الغرب-ضمن هذا الخطاب-التأكيد على تفوقه وتفوق شعوبه على “و ضد” الآخرين في ذلك الفضاء السياسي و الثقافي الذي كرسته أعمال و دراسات و أبحاث متعددة من الشعر إلى الرواية إلى الأنثروبولوجيا و الاجتماع السياسي و غيرها .

يرى سعيد أن قوة الاستشراق تستند على شيء أكثر بكثير من مجرد مجموعة من الأكاذيب أو الحكايات الخرافية عن المشرق ؛ لقد كان الاستشراق تشكيل مطر د لنوع من المعرفة بُنيت عبر طريق طيف واسع من ممارسات “علماء” و”مؤسسات” و “معاهد أبحاث” و”أوساط أكاديمية” أعطيت سلطة التحدث عن و باسم الشرق .

يوظف سعيد فكرة ميشيل فوكو عن الخطاب ليجادل بأنه لا يمكننا دون دراسة الاستشراق بوصفه خطاب فهم الصرامة المنهجية الكبيرة للثقافة الأوروبية التي تمكنت من إدارة -و حتى إنتاج- الشرق سياسياً واجتماعياً وعسكرياً و فكرياً وعلمياً و متخيلاً….إلخ خلال عصر ما بعد التنوير.

لقد تتبع سعيد الكيفية التي أصبح فيها الاستشراق مقبولاً بوصفه خطاب معرفة يعطي الحق في التحدث عن الشرق كموضوع ، وهكذا خلق الاستشراق بناء نظرياً و تطبيقياً اعتبر مادة للاستثمار على مدار أجيالٍ عدة ، و قد مكن تواصل استثمار الاستشراق من أن يكون منظومة معرفية عن وحول الشرق ومبدئ ًمقبولاً للقبول “بفلترة” الشرق في الوعي الغربي.

يمكن القول بإيجاز ، أصبح الاستشراق خطاباً، أي وسيلة مشروعة وعلمية لإنتاج المعرفة عن الشرق. وقد حاول سعيد إظهار تحول تمثيل الشرق إلى خطاب ،من خلال تشابك مجموعة من المعارف “العلمية” عن الشرق ،لتدعم هيمنة الغرب عليه. و يرى بأن معرفة وصياغة الشرق كان ينظر لهما على أنهما إنتاج علمي و موضع بحث-كمعرفة الواقع الحقيقي- بينما هما في الواقع نتاج مخيال الغرب، أكثر منه نتاج واقع ؛و من ثم يتساءل لماذا يعاني الخطاب الشرقي في أيامنا هذه؟ رغم أنه يبقى قوياً وسائداً في الخيال (ليس فقط في الغرب ،بل أيضا بين الشعوب المستعمَرة).هنا يستعمل سعيد مفهوم غرامشي عن الهيمنة لشرح الكيفية التي أصبح فيها الاستشراق فكرة سائدة تم قبولها في الغرب على اعتبار أن الهيمنة -وفقاً لغرامشي- يمكن تفسيرها بالقول بغلبة بعض الأفكار على أفكار أخرى عبر قبول الغلبة أكثر من الموافقة عليها بالقوة والإكراه، وهو مفهوم لا غنى عنه لفهم أي حياة ثقافية في الغرب الصناعي. فالهيمنة، أو بالأحرى نتائج الهيمنة الثقافية هي التي تعطي للاستشراق صلابته و قوته.

يقرر سعيد بأن الغرب متورط أو متعاون بفعالية أو بسلبية في هذه الهيمنة بصورة كاملة تقريباً .وفي الواقع يمكن القول أن المكون الرئيس في الثقافة الأوروبية هو بالضبط ما جعل تلك الثقافة مهيمنة داخل اوروبا و خارجها: فكرة الهوية الأوروبية بوصفها هوية متفوقة بالمقارنة مع جميع “هويات” الشعوب و الثقافات غير الأوروبية .

ولكن هل من عيوب في “استشراق “سعيد؟

ألم تتم عملية أسطرة للكتاب والكاتب “بوصفهما اختراقين معرفيين تاريخيين لخطاب ومؤسّسات الغرب الأوروبي والأميركي”؟ كما عبر عن ذلك غسان اسماعيل عبد الهادي في كتابه (الصوت والصدى: مراجعات تطبيقية في أدب الاستشراق)؛ حين أشار إلى أن العديد من الدراسات والمقولات التي تتسم بالسطحية تناولت الكتاب والكاتب على طريقة “البزنس” مما جعلها تكرس استشراقاً واحداً لا سواه وهو استشراق ادوارد سعيد، فمع ان سعيد وجّه -كما يقول غسان إسماعيل- للاستشراق ضربةً مؤلمة، عبر كتابه الأبرز “الاستشراق” إلا أنه لم يفعل، والقول لغسان إسماعيل، في الواقع، أكثر من أنه أيقظ مارد الاستشراق الذي استغرق في النوم منذ العقد السابع من القرن العشرين، في سرير العلوم الإنسانية والاجتماعية”.

إذا كان سعيد قد استلهم في جداله عن الاستشراق بعضاً مما طرحه فرانز فانون لجهة الوعي الاجتماعي البديل عن الوعي القومي ،كأحد السبل الممكنة لفصل الهوية الاستعمارية عن الهوية الوطنية ،فقد سعى أيضاً نحو تعريف جديد للكونية تبتعد كل البعد عن الهيمنة الإمبريالية، لذلك هو يرى في صراع الفلسطينيين مع الصهيونية صراع فكرة، من خلال قدرة الماضي على السيطرة على الحاضر أو زلق الحاضر نحو الماضي، فصراع الفلسطيني مع الصهيوني هو صراع على الماضي ومن يخسر الماضي فلا حاضر له، على حد قوله، وهنا تكمن أهمية سعيد في معاكسة مقولات الاستشراق من خلال قدرته (أي سعيد) على التنبؤ، فتفكيره عن الشرق “الحالي” والشرق “الماضي” يبدو حقيقيا وتنبؤيا إلى درجة كبيرة، وهو يزعم -صادقاً- أن البشرية جمعاء تتشارك في ذات الطموحات عندما يتعلق الأمر بمفاهيم مثل الطموح والأمل في الحرية والكرامة الإنسانية، هذه المفاهيم التي تتسلح في فضائنا عبر ثورات يراد لها اختراق الإمبراطوريات الاستعمارية أينما وجدت. ولن يحدث ذلك إلا في لحظة تاريخية تمناها وبشّر بها إدوارد سعيد لينفي بذلك الإدعاءات الأخرى التي ترى أن التاريخ يحتفل بالنجاح الذي يحققه جنس واحد، أو ثقافة أو دولة واحدة والذي يمثله الخطاب البلاغي لأشخاص مثل توماس فريدمان ومعلمه المستشرق العتيق برنار لويس حين تكون التهم جاهزة ومصبوبة في أطر صارمة لكنها مبهمة التعريف وعمومية إلى درجة التضليل مثل “العنف”، و”الإرهاب”، و”الرجعية”، و”العداء للحداثة” و”الديمقراطية” باعتبار كل ما سبق قيماً غربية أصيلة، فضلاً عن التعمد في تشويه أي مقاربة مخالفة في تعريفها لتلك القيم ؛كما يقول هيرمان في الكتاب المشترك مع تشومسكي “صناعة الإذعان” إن “فريدمان يتعمد تشوية سمعة العرب وصفاتهم العاطفية بانتظام، ويلصق بهم صفات الحماقة، والعداء للديمقراطية والتحديث”. وهذا لا يبتعد كثيراً عن رأي سعيد به حين يقول  في مقالته /الحياة بطريقة عربية/ أن فريدمان هذا ليس سوى “معتوه/موهوب” وتلميذ جيد “للمستشرقين القدامى المحترفين أمثال برنارد لويس”، الذين تستهويهم مقولات لها وقع ورنين مميزين من قبيل أن ثمة هناك فروقاً فريدة ذات سمة وجودية عميقة الجذور بين الطبيعة الجوهرية لكل من الشرق و الغرب مع التأكيد على التفوق الحاسم للغرب كترجيع صدى لعبارة كيبلنج المأثورة.

سعيد والاستشراق والمثقف اليهودي الأخير

هذا هو الحقل الذي يحرث فيه الاستشراق الغربي باعتباره ظاهرة معرفية قامت بخلق صورة غير صحيحة، اختزالية، ومشوهة عن الشرق وشعوبه وتركت جذوراً متراكمة ثقافياً، وأكاديمياً اعتمدت عليها معظم المؤسسات التي غزت العقل الغربي عن الشرق والشرقيين. والأمثلة هنا أكثر من أن تحصى ،ولكن في ما يخص سعيد، نكتفي بأن نتذكر حواره مع آري شافيط لصحيفة “هآرتس” (18/8/2000)” تناول المقال الياس خوري في القدس العربي في حينه). كانت أرضية الحوار الصورة الشهيرة لسعيد عند بوابة فاطمة وهو يرمي حجراً على الحاجز الإسرائيلي في العام 2000، وهذا المشهد يعزز ما قلناه سابقاً عن رؤية سعيد للصراع وبدائله، فمقارعة الاحتلال قبل كل شيء, عمل أخلاقي تتجسد فيه القيم الإنسانية الكونية ولو حاولنا استبدال السقف القومي بسقف اجتماعي كما  كان يريد فرانز فانون فيمكننا القول إن الصراع مع إسرائيل هو بحق جولة من جولات التصدي للكولونيالية العنصرية الاستعلائية.. يقول سعيد لمحاوره “أنا هو المثقف اليهودي الأخير، مثقفوكم اليهود هم مجرد (وجهاء ضواحي) من عاموس عوز إلى جميع هؤلاء الذين يقيمون في أمريكا، أنا هو المريد الحقيقي الوحيد لأدورنو” .

هو صوت الضحية وممثلها إذن، وكما يقول الياس خوري “بهذا المعنى كان سعيد محقاً في إعلانه بأنه وريث الثقافة النقدية التي صنعها أدورنو وحنّة آرندت ومدرسة فرانكفورت.” صوت ادوارد سعيد/الضحية كان عالياً ومسموعاً لم تكتمه المجازر وحملات التطهير العرقي، كان قوياً إلى حد دفع بمؤرخ إسرائيلي آخر هو أمنون راز كاركوسكين أن يقدم اقتراحاً يقول أنه من غير الممكن قراءة الباراديم اليهودي عن المنفى دون قراءة ما كتبه إدوارد سعيد ومحمود درويش.

……………..

*المادة تعتمد بدرجة كبيرة على كتاب الاستشراق

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *