في خلفية المشهد والسياق والفعل الفردي/الجمعي في القدس

لربما، لم تختبر القضية الفلسطينية والمشهد الاجتماعي والسياسي بحالة من الموت السياسي والمجتمعي من قبل، سوى بمقاربتها بأحداث النكبة عام 1948، وجملة من سياسات الهيمنة والسيطرة والالحاق التي طبقت على الفلسطيني أبان الحكم الهاشمي في الضفة الغربية 48-67، وصولاً إلى حالة اللايقين وتوقف التاريخ الفلسطيني في التعبير عن ذاته مؤخراً منذ عام 2006، وتمكن الاستعمار من حركة التاريخ والوعي الفلسطيني، ولفهم هذه الإشكالية التي اصبحت جزء من المشهد، والبنية، والوعي الفردي والجمعي الفلسطيني، نستعير مفهوم فرانتز فانون في السبات التي تشير إلى حالة التكييس والتدمير الذاتي، التي اسميها بمفهوم السبات الاستعماري، والذي قد يكون نتيجة” “السياسات الحثيثة التي يقوم فيها المستعمِّر بإجبار المستعمَّر “على الاعتراف بتخلف ثقافته-أو تقويضها-، وأن أمته لا وجود لها، بل وتكوينه البيولوجي نفسه غير منتظم وغير كامل”(1)(ص.191).
لتصبح الحالة الاستعمارية مرهونة ومشابهة بسياق العبودية التي عالجها “أشيل ممبي” من خلال الخسارة الثلاثية التي يتعرض لها “العبد” وهن: “الأولى؛ فقدان الوطن أو البيت، الثانية؛ عدم القدرة على السيطرة على جسده، والثالثة؛ فقدان المكانة السياسية (2) التي تكون حالته مشابهة للجرح الاستعماري كما عالجه فرانتز فانون، وعليه، فإن اجتثاث السكان الاصليين من أرضهم سيقود بالضرورة إلى فقدان/تبدل الدور الاجتماعي والعلاقات الثقافية، وخصوصاً الجانب الانتاجي، فالهوية الاجتماعية مرتبطة بشكل وثيق بالجسد الفردي/الجمعي، فتفكيكه عبر سياسات الهيمنة بسبب التعذيب والمعاناة أو الابادة الجمعية هو استهداف للهوية بالمعنى الثقافي والاجتماعي، ومرتبط بشكل جوهري بالموت الاجتماعي أيضاً(3)(ص. 240).
فهي بنفس المعنى الذي اختبره الفلسطيني تاريخياً، والمقدسي على وجه التحديد الذي جُرد من هويته ومنزله ومكانته وتجريف للبنى الجمعية المقدسية ليحول دون تشكيل فعل سياسي أو بنى جمعية أو حتى مسلكيات فردية قادرة على مواجهة السياسات الاستعمارية الصهيوينية، لصياغة ذوات بيولوجية طيعة، وُظف فيها أدوات التكنولوجيا الاجتماعية/العسكرية في الهندسة والصياغة، من تغيير المنظومة التعليمية بطابعها الفلسطيني، وانتشار أدوات صياغة الوعي الفردي/الجمعي في المراكز الجماهيرية وربط حياة ومستقبل المقدسي في قرارات الاستعمار أو بلديته والمؤسسات المتمفصلة عنها، من الشؤون الاجتماعية ووزارة الرفاه، وتجريف وملاحقة البنية الجمعية والمؤسساتية والوطنية، وتقديم بدائل تهدف للتطبيع المجتمعي لواقع السياق الاستعماري في القدس، وسلب المنازل، واجتثات الفلسطيني من أرضه/ بيته كما الحال في البلدة العتيقة، وحي الشيخ جراح وقرية سلوان كترانسفير هادئ أو فج، وتشكيل الفلسطيني المقدسي كـ”عابر” في حداثة استعمارية تعزز اللامكان، بل وتقوم على تفكيك علاقة الفلسطيني بالمكان والزمن الفلسطينيين، يقول أحد محتجي شاب باب العامود “بدهمش الناس تتجمع” ليصبح باب العامود كمكان مفصول عن هوية مستخدميه “وكمكان للعبور” لان التعامل بالأصل يتم مع المقدسي باعتباره “مقيم وليس مواطن”، فالعبور يكون من اللامكان في السياق الاستعماري المفرط.
إلى جانب ما سبق، تم تبني وتطبيق السياسات النيوليبرالية دون معيقات أو مقاومة لشعب يرضخ تحت الاستعمار كما حدث في الضفة الغربية ولكن بفواعل وبنى مختلفة، ولكنها متشابه من حيث الهدف لما يختبره المقدسي، فالاهتمام كان منصب على تغيير/وتشويه المنظومة الاجتماعية الثقافية والسياسية للفلسطيني والمقدسي، واستبدالها بمنظومة مفاهيم وقيم تعزز قيم السوق الحر والتطبيع المجتمعي، وعليه، تم العمل على تفكيك القضايا الكبرى ذات “الهم الجمعي العام عبر تعزيز المصالح والهموم الفردية”(4)(ص. 22) للفلسطيني، وتعزيز الفردية على حساب أفكار التحرر الوطني، واحلال النزعة الاستهلاكية محل مفهوم المواطنة والحقوق، وترك المقدسي بخصوصيته يواجه السياسات الهادفه لالحاقه اقتصادياً بالسوق والاقتصاد الاستعماري ومحوه ثقافياً، وحتى تسود النيوليبرالية، كان لا بد من “تدمير ممنهج للكيانات الجماعية، وإثارة الشكوك حول أي شيء جماعي، والذي يملك القدرة لتعطيل سياسات السوق؛ من النقابات والأحزاب والمؤسسات، وحتى الأسرة”(5) (ص. 10)، على اعتبار ان المنظومة القيمية للأجساد الجماعية قادرة على تعطيل ما يتعارض مع أفرادها، وهي تتناقض جوهريا مع مبادئ النيوليبرالية الفردية المفرطة.
يقول نظمي الجعبة “الهوية الزرقاء نقمة وليست نعمة، لم تمنح للفلسطينيين امتيازات، فالامتياز الوحيد حو “حرية الحركة” وسلبنا باقي الحقوق” (6)، والذين يتناقض مع مفهوم العلاقة بين الانسان والمكان ووشائج الارتباط به وتبلور هويته في هذا الحيز، “فحرية الحركة” و”العبور من الأماكن” هي هندسة اجتماعية للحداثة الاستعمارية المفرطة للمكان، التي تسعى لخلق اللامكان/اللاانتماء المكاني للمقدسي، كعوامل طاردة وكعنف ناعم صوري، ولكنه بالجوهر يعبر عن نزع واجتثات آخر لهوية وانتماء الفلسطيني لبيته، لوطنه، لقضيته وتحويله إلى ذات بيولوجية سهلة الصياغة والتطويع بالشكل الفردي/ والجمعي معاً، إلى جانب حالة الافقار والافقار الثقافي والفقر والبطالة وتحويل المواطنيين المقدسيين إلى فائض انتاج من القوى العاملة من السهل التخلي عنهم، او السيطرة عليهم بوظائف دونية لا تستلزم الوعي الوطني أو الهوياتي، أو حتى محوهم إن استدعت السياسة والمواجهة الشاملة كما حصل في الهبات والانتفاضات ما بعد عام 2014 في القدس وفضاؤها الفلسطيني.
هذه النتيجة المحققة، لم يكن بمقدورها الإعلان عن الانتصار الفعلي على الفلسطيني، لولا جملة شاملة من الحقائق والوقائع اهمها؛ تآكل وعُطب الحقل السياسي والثقافي الفلسطيني بالمعنى الرسمي وغير الرسمي، كأفراد ومؤسسات، وتراجع الهم الجمعي الفلسطيني والمشروع الوطني التحرري، والقدرة التمثيلية المؤسساتية للفلسطيني، أبرزها لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والأحزاب المنضوية تحتها، مع مفارقات بسيطة لما يحدث في قطاع غزة نسيباً، على الأقل من الناحية الخطابية وتمثيل المقاومة، بعدما تم تراجعه وضموره في المشهد الضفاوي، وظهورها بين الفينة والأخرى في المشهد المقدسي.
إذا، فالسبات الاستعماري هو نتيجة التطبيع المجتمعي في الوعي الجمعي الفلسطيني، على أن اعتبار أن الفلسطيني أصبح يتعامل مع الحياة السياسية بشكل اعتيادي، وكأن الاستعمار غير موجود، فأصبحت الانتخابات ذات أولية لصياغة قواعد اللعبة وتوزيع/تجذير موازين القوى والجماعات المهيمنة، وتهميش الخطاب التحرري، والأولوية للقدس اصبحت اجراء الانتخابات فيها أو عدمه، حتى لو كانت تحت محراب الاستعمار، دون إيلاء مجال للتفكير في الصمود وبرنامج للتعامل مع التهويد المكاني والزماني للقدس، وتشريد مئات الفلسطينيين كما هو الحال في سلوان وحي الشيخ جراح، ويصبح الاحتجاج والمقاومة فردياً وليس جمعياً، وفي مواقع محدودة تختبر الصراع على المكان والتاريخ والرواية والهوية والزمان.
أمام هذه الحالة من الموات السياسي للفلسطيني، فإن حالة القمع والممارسات السياسية للمؤسسة العسكرية العنصرية، وتنامي ميلشيات المستوطنين من جماعة “تدفيع الثمين” و”لاهافا” واعتداءاتهم المنظمة على الفلسطيني كفيلة بإيقاذ شرارة النضال الفلسطيني والمقاومة والفعل السياسي المستدام في الاشتباك مع الاستعمار وأجهزته المدنية والعسكرية، وبعدما تبين مسار الخطاب الرسمي الفلسطيني في التواطؤ مع قواعد اللعبة، أصبح جزء من الشعب الفلسطيني الذي يتبنى/ يعتقد بالمقاومة والاشتباك خارج العملية السياسية، إن لم يكن ملاحقاً، في خضم هذه الحالة برز ما تم وسمه في الشارع الفلسطيني بـ: “العلميات الفردية” والتي تعكس بفهومنا وعي جمعي بسلوك فردي، فالممقاومة تاريخيا نشأت بدوافع فردية لأفراد القوا بأجسادهم في مسار تاريخ النضال، فالسبب في التسمية باعتقادنا، هو: أن البنى الجمعية الفلسطينية تم تدميرها وتفكيكها كما سبقت الاشارة اليه، أو لأنها لم تعد قادرة على القيام بأدوارها التي بالضرورة سيقودها لدفع ثمن لانخراطها في المقاومة، وهي لم تعد معنية بهكذا مواجهة للحفاظ على مكاسب حزبية/فردية وهمية في خضم خطاب ليبرالي مفرط.
من المشاهد المتنامية التي تحافظ على ديمومة الاشتباك وتناميه كما قلنا؛ ممارسات الاستعمار في القدس والضفة الغربية والمحيط، والتي سيطرت على بنيتها قوى دينية قومية يهودية متعصبة، إحدى انعكاساتها تأسيس منظمات وجماعات دينية منظمة، كجماعة تدفيع الثمين” التي تم تأسيسها منذ 2011، وتقوم بسلسلة اعتداءات منظمة في القدس والضفة الغربية كقوى مساندة في الاستيلاء على المكان الفلسطيني من المستوطنات والبؤر الاستيطانية وتوسيعها، والحشد في المسيرات والتظاهرات الدينية المتعصبة، أبرز أعمالها كانت حادثتين: الأولى اختطاف الطفل محمد أبو خضير من سكان حي شعفاط في القدس بتاريخ 2 / 7/ 2014 وقتله وحرقه بطريقة وحشية وهو على قيد الحياة، وحادثة إحراق عائلة دوابشة بتاريخ 31 / 7/ 2015 واستشهاد معظم افراد العائلة، وبقاء طفلهم الصغير حياً ومشوها كإشارة على هذه الجريمة، وسنعود لهذه النقطة لاحقاً.
نتيجة لاحراق واعدام الطفل أبو خضير اندلعت الأحداث مجدداً من حالات الاشتباك اليومي في شعفاط وايقاف شبكة المواصلات والمترو، وبداية نشوء عمليات الفعل الجمعي “بشكله الفردي”، من الدهس والطعن، وصولاً إلى المظاهرات في الضفة الغربية ومناطق فلسطين المحتلة عام 48، وتراكم الأحداث حتى 2015 واحراك عائلة دوابشة، ومحاولات استعمارية في التعدي على المسجد الأقصى وتقسيمه زمكانياَ، والاعتداء على المرابطين والمرابطات، واشعل فتيل المواجهة بعمليات تراكمت للتعبير عن رفض الامتهان لكرامة ومكان الفلسطينيين المقدسة، التي اصبحت متراكمة، وساهم الشهداء بفعلهم ووعيهم دون أن يدركوا بصناعة التاريخ مجدداً للفعل النضالي، ولهذا أعلن مهند الحلبي عن انطلاق الانتفاضة الثالثة التي لم يتم تبنيها حتى اللحظة من أي جسد جمعي فلسطيني.
فالأحداث من العمليات الفردية..الى معركة البوابات الالكترونية…الى واقعة باب العامود وحالة الاحتجاجات في حي الشيخ جراح لا يمكن أن تكون فردية بصورة مفرطة، لأن السلوك والوعي متمحور حول استعادة المكان للجماعة التي ينتموا اليها الأفراد، ففي السياق الاستعماري يستحيل وجود فردانية مفرطة، لأن الأفراد في المجتمعات عبارة عن تمثلات للجماعة وللروابط الاجتماعية المتماهي فيه الأفراد، وإن أختبر حالة من التشوه والتزييف، فالفردانية كما فهمها “مارشيل موس” ضمن معالجته لفكرة الكلية والحدث الاجتماعي، باعتبار أن الفردانية يحد منها وتبترها، لأنها فردانية ثقافية، فتجربة الحدث/ الاحداث الاجتماعية الكلية ملموسة، وتعد تجربة مجتمع مكتمل في زمان ومكان(7)(ص. 5)، فتمثل الفرد بالثقافة يكون بشكلها الكلي وليس الفردي، فتبدأ الأحداث: بالجكارة، فالحضور والاحتجاج، يليه رفع الأعلام وصولاً إلى رفع شعر “حط السيف قبال السيف …احنا رجالك محمد ضيف” ليصبح السلوك الذي بدا للبعض بأنه فردياً، هو جمعي في حضور الجماعة وتعبيراتها الاحتجاجية.
فالحضور في المكان والتعبير عن الاحتجاج أو المقاومة ليس عفوياً كما يعتقد البعض، لأنها تنزع الوعي والادراك عن الأفراد لتحاول تحويلهم إلى حشود ودهماء، في حين أنهم جموع بشرية مدركة لديهم وعي وحضور ومطلب ورسالة، فإن كانت افعالهم وسلوكهم وشعارهم وقضاياهم المطلبية لا تخطط للحدث الكلي الذين يساهمون بصنعه ولكنها تقود إليه لاحقاً، فالحضور بالبداية يكون غير منتظم، ولكن بعد ذلك يتم التنظيم والتأطير المجتمعي والتخطيط حتى بالأدوات التي يتم اختيارها في المواجهة مع الأجهزة العسكرية، وهذا ما تجلى في معركة البوابات الالكترونية في البلدة القديمة عام 2017، وما ارتبط بها من حالة تنظيم جمعي وشعبي وجماهيري وقيادات ميدانية استطاعت تحقيق اهدافها في استعادة المكان وليصبح الزمن مقدسياً بامتياز، وليعبر المقدسي عن أن المقاومة هي شكل من أشكال الحياة والوجود الاجتماعي له في البلدة القديمة(8) أو في اي مكان فلسطيني.
وهنا، لا بد من التأكيد أن الحضور المادي للمؤسسات الرسمية وللأحزاب وحتى الجماهير المتعاطفة عبر التظاهرات على حدود المكان المصطنعة لهم ضمن منظومة أوسلو، أو التفاعل عبر شبكات التواصل الاجتماعي من: تغريدات ونشر الأخبار لما يحدث حالياً، هو من اتسم بالعفوي والانفعال الفلسطيني حول حدث/ احداث تقوم بصناعة وصياغة الحدث الفلسطيني الكلي في نقاط المواجهة الساخنة في القدس، ومن هنا نفهم عفوية “الفرجة” والمتابعة وتغريدات “أنقذوا حي الشيخ جراح”، لان الفلسطينيين جردوا وتم نزع الطابع السياسي لفعلهم في الضفة او بغزة حتى، ويفتقدون لأدوات احتجاجية مادية تقوم على تنظيم وعيهم وسلوكهم الاحتجاجي كما يجب أن يكون.

الهوامش:

(1) فانون، فرانتز (2017). معذبو الأرض. ترجمة سامي الدروبي وجمال الأتاسي. القاهرة: مدارات للأبحاث والنشر.
(2) الحمد لله، عنان، “الحاج شاباز واجد الطريق: إعادة بناء الموت الاجتماعي والحرية”، موقع باب الواد، 10/6/2018، شوهد في 6/2/2020، في ‏.
(3) Králová, Jana. What is social death?. Contemporary Social Science.Vol. 10, No. 3(2015), p.p. 235–248‎.
(4) الرياحي، إياد (2010). “المال والسياسة وتشكيل خطاب التنمية”. في أيلين كتاب وأخرين . وهم التنمية: في نقد خطاب التنمية الفلسطيني (17-74). رام الله: مركز بيسان للبحوث والإنماء.
(5) طبر، ليندا وعمر جعبري سلامانكا (2013) “بعد أوسلو: الاستيطان الكولونيالي والتنمية والتحرر”. في ليندا طبر وأخرين، نحو اقتصاد سياسي للتحرر: قراءات للتنمية في السياق الاستعماري(5-29) .بيزيت: مركز دراسات التنمية.
(6) أبو غرشيد، سليمان (1/5/2021). “القدس من بوابات الأقصى إلى هبة باب العامود والدفاع عن القلاع الأخيرة”، عرب 48، (5/5/2021). على الراباط الالكتروني:
(7) أوجيه، مارك ( 2018). اللاأمكنة: مدخل أنثروبولوجيا الحداثة المفرطة. ترجمة ميساء السيوفي. البحرين: هيئة البحرين للثقافة والآثار. ص. 25.
(8) للتفصيل حول معركة البوابات الالكترونية، من المفيد الرجوع إلى أسعد، أحمد عز الدين (2018). سوسيولوجيا المقاومة والحراك في فضاءات مدينة القدس المستعمرة. رام الله: مركز الأبحاث-منظمة التحرير الفلسطينية.

عن الحوار المتمدن

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *