فيصل الحسيني… في ذكراه العشرين
عندما غفى فيصل الحسيني وحيدا على مدرجات الجامعة العبرية!
الحديث عن فيصل الحسيني يطول، في ذكرى رحيله العشرين. فمن الصعب ان تجد شخصا منح لقضيته بهاء وعلوا مثلما فعل فيصل الحسيني. كان رقما صعبا، ومعادلة بذاتها، كبيرا، مثقفا، بهيا، عنيدا ومتواضعا.
بيد ان اول ما اذكره، كان استضافتنا له في الحركة الطلابية في القدس، التي ترأستها حينئذ، لندوة على مدرجات الجامعة العبرية. كانت الندوة بحد ذاتها حدثا كبيرا ترقبته الصحافة والطلاب العرب على السواء.
وعندما وصلنا الى القاعة، قبل الندوة بنحو ساعة، وجدنا فيصل الحسيني باناقته المعهودة، قد سبقنا الى القاعة، واتخذ مقعدا في منتصف مدرج القاعة، وغفى وحيدا.
كان مرافقوه قد انتظروه في اللوبي المطل على القاعة، وعندما استفسرنا، اخبرونا بانه قادم مباشرة من المطار بعد ان ارهقه سفر طويل.
كان يمكن له ان يصل الى بيته قليلا، وكان يمكن تاخير الندوة قليلا.. او الغائها ايضا، ولكن ليس في قاموس رجل عملاق بحجم قضية .
كان مشهد فيصل الحسيني غافيا وحيدا في منتصف قاعة الجامعة العبرية عظيما. واتذكر اننا اتخذنا قرارا بمنع دخول الطلاب العرب الذين بداو يتوافدون الى القاعة.. لعل ذلك يكسبه دقائق معدودة اضافية تتيح له بعض الراحة من عناء السفر.
في الندوة ذاتها، غصت القاعة بيوم قل نظيره في الجامعة العبرية. وحلق فيصل الحسيني مثلما يحلق، وابدع مثلما يبدع!
بعد اشهر قليلة، نزل خبر رحيله في الكويت كالصاعقة على جمهور محبيه. وكان مشهد جنازة الحسيني مهيبا بيوم عظيم لرجل عظيم في بلد عظيم.
في ذكراه العشرين، رحمه الله وادخله فسيح جنانه.