سألتني صديقتي إن كنت مؤخراً (بعد رسالتي للإعلام الألماني) قد غيرت موقفي من رفضي لكل الانتماءات الوطنية والعرقية، فقلت ببساطة: أبداً! لكن فلسطين الحرة هي من سيحرّرني من الانتماء إليها.

فكرة الحرية المطلقة من أواصر الانتماءات هي أيديولوجيا أكثر من أن تكون واقعاً في عالمٍ يفرض على الإنسان بالولادة والحياة الاجتماعية والشخصية في أدق تفاصيلها أن ينتمي إلى خلفياتٍ وعاداتٍ وجنسياتٍ وأعراقٍ تحميهم من سلطة المجتمع الذي لا يرحمهم إن خرجوا عنها. وهذا نقاش طويل لا أود الخوض به الآن هنا.

أما دافعي عن حي الشيخ جراح وهجومي على الإعلام الألماني الأسبوع الفائت، فلا يأتي من مبدأ الانتماء الوطني، بل على العكس تماماً! إنه يأتي من رفضي لسياسة الانتماءات الدموية التي يقوم باسمها الاحتلال الصهيوني بحرب إبادته ضد الفلسطينيين.

اليوم أقف مع الشعب التبتي ضد الشيوعية الصينية وكأني ابن الديانة البوذية.

اليوم سأدافع عن فلسطين، وسأنتمي لكل الطرق التي تقودني لذلك،

لكن في الغد البعيد، عندما تتحرّر فلسطين يوماً ما،

يومها فلسطين الحرة هي من سيحرّرني من الانتماء إليها..

 

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *