فلسطيني ينتخب في هولندا
بنتي سألتني ايش شعورك وانت عم تنتخب لأول مرة بابا؟ ….بصراحة هو متل واحد بعيش تجربة حب لأول مرة… عندو خوف منها وهو راغب فيها…
المشكلة أنو حياتنا السياسية السابقة كانت كلها قمع بقمع ..فالفكرة ..مازالت غريبة وجديدة ولأول مرة منفكر ومنقرر ومنختار من دون شعور بالخوف أو المراقبة .. القصة مش قصة صناديق دون ما يكون في ثقافة مجتمعية وسياسة ديمقراطية. هون كل الأشي موجود وبجودة عالية، في عالمنا العربي في بلدان فيها صناديق وبس …والنتيجة لا تعب حالك معروفة سلفاً، وعلى كل المستويات… يعني في حدا في سورية ما بتذكر “الأعراس الديمقراطية” تبع مجلس الدبيكة والتصفيق، ويلي اسمه للأسف مجلس الشعب.
خبرت بنتي أني مش قادر أشعر حالي هولندي، بس بالمعنى القانوني هيك صرت، عندي شعور بأني حدا ممزق وبيشعر بالخيانة تجاه ثقافته الأصلية واحلامه، وأيضا بشعر بالخيانة لأنه ما رح أصير شي جديد يعني هولندي… هدا الشي بيخلق عنا شعور بالخيبة، الخيبة من واقعنا العربي، الخيبة من واقعنا الفلسطيني، الخيبة من تمزق وتهشم احلامنا، الخيبة من واقع خلا أشخاص تافهين زعماء بحكمونا وبقتلونا باسم الوطن أو الدين. كل واحد فينا بيسأل نفسه يمكن عشرات المرات ليش الهولنديين أو غيرهم من الشعوب بتمارس حقها في التعبير عن رأيها دون خوف… واحنا الخوف مزروع في قلوبنا… تخيلوا معي مشهد سابق صار معي لما كنت عما امشي في المخيم ليلة موت حافظ الأسد، كنت أسأل نفسي: معقول يموت هاد الزلمة؟ معقول حاطينه بالبراد هلأ… ما كنت مصدق أنو الموت ممكن يقترب منه،… فعلا يا جماعة احنا ربينا ع الخوف… ومش بالسهل نتخلص منو… لكن المهم نحاول … يمكن نقدر نخلص من بعض آثاره… ع الأقل ما نخليه ينتقل لأولادنا… اكيد رح نقبر الخوف للأبد بس يكون في عدالة ونشوف مجرم سوريا في لاهاي…. وقتها رح يختفي الخوف أما الخيبة فبدها زمن طويل لحتى نشعر أنها تبددت من قلبي… لكن بكل الأحوال فعلا اليوم كان مميز… شكرا هولندا من القلب لأنك منحتيني شعورا حقيقيا بأن يكون لي صوت أعبر عنه دون ما يكون في دورية مخابرات برا المركز الانتخابي.