فعالية إلياس خوري: شهادات شخصية عن مسيرة الروائي المبدع والإنسان المناضل والمثقّف المُستنير
أقام ملتقى فلسطين فعالية تحت عنوان: شهادات شخصية عن مسيرة الروائي المبدع والإنسان المناضل والمثقّف المُستنير
بمشاركة: رائف زريق( كاتب وأكاديمي)، صبحي حديدي (ناقد ومترجم ومعلق سياسي)، رنا ادريس (مديرة دار الآداب)، بانة ماضي( مساعدة الياس خوري لشؤون البحث)، ومرزوق الحلبي( كاتب وشاعر) وذلك بتاريخ 25 أكتوبر (تشرين أول) 2024.
مدخل لندوة حول الراحل الياس خوري:
تقديم: مرزوق الحلبي
الياس الذي اختبأ في ظلال صوره العديدة
الياس خوري، ظاهرة ثقافيّة متعدّدة الدلالات وليس حالة إبداعيّة فحسب. فلو أن نشاطه في حياته تمحور في كتابة الرواية، لسمّيناه كاتبًا أو أديبًا، وبدأنا الحديث عنه من هناك. بيد أن الياس كان أوسع من هذا وأبعد وأعلى.
من هنا، هذه الحلقة المخصّصة لاستذكاره ومقاربة تجربته كمُبدع ومناضل وكمثقّف مُستنير شكّل الإبداع الأدبي إحدى ساحاته أو الحيّز الحميم الذي انطلق منه إلى ما هو أبعد.
إضافة إلى ما يُمكننا قوله عن أدبه، عن رواياته، عن شهاداته المعمّقة في وصف زماننا، بفصله الفلسطيني وذاك اللبنانيّ والعربيّ، وما بين هذا وذاك من تقاطعات مع الكونيّ،
وإضافة إلى هذه النظرة الحاّدة التي تحلّى بها، والتي تحفر في التفاصيل والوقائع وتفسّر وتؤشّر وتسأل،
إضافة إلى تميّزه في تثبيت رواية على طريقته،
إضافة إلى جرأته في التجريب، في السرد، في البناء وفي صناعة أبطالٍ وإطلاقهم أحرارَ في اللغةِ والمدى،
إضافة إلى قُدرته على الاستشرافِ من تحت أنقاض زمانِنا ولغتنا،
إضافة إلى كلّ هذا، استطاع الياس خوري أن يكون صاحب رأي يفلّ الحديد. ينتظره القرّاء كما ينتظرون إشارة المجوسِ أو نبوءة. يكتب فيتّضح الملتبسُ وينجلي المُستعصي. قُدرته على الحفر والتفكيك والإبانة في زمن ما بعد الحقيقة، كانت سِمة من سمات إسهاماته شبه اليوميّة في منابر عديدة. فصار مقاله أو محاضرته قِبلة القرّاء والمهتمّين في زمن مائل ومدبّب.
في ثقافتنا ميل فطريّ لاختزال المثقّف في كتاب وضعه أو في هويّته أو عقيدته أو لغته، وهو ميل لا يستوي مع حلة الياس خوري ولا يصحّ. هو الذي ينفد إلى الجوهر البشريّ ويرقى إلى الكونيّ ويتجاوز نصّه ومفرداته وقاموسه ويتوارى.
رحل الياس خوري عنّا مع اندفاعة دورة جديدة للشرّ المُطلق والتوحش. وكنّا وجدنا في كتاباته وتحليلاته ما يدلّنا عليه. لقد قدّم لنا شهادة تفصيلية عما حصل في العقود الماضية عبر توثيق المكان ـ فلسطين ولبنان والإقليم ـ وأهله وقصصهم وسيرهم وحيواتهم. وهي دون شكّ أساس متين بل هي طريق نواصل السير فيها. من واجبنا أن نواصل السرد والتوثيق والكتابة بوصفها مقاومة للخراب والشرّ المُطلق ومُحدثيه.
الياس خوري لم يبخل علينا بمعارفه وتجربته ووقته وحكمته،
لم يبخل علينا بجرأته ومحبّاته،
لم يبخل علينا بواقعيّته، بقلقِه من الراهن ومن الآتي،
هو هو الذي لا نبخل عليه في هذه الندوة بأسانا، بحبّنا الكبير تقديرنا له ولإرثه الجميل.
إرث الياس خوري وشخصه يستدعيان منّا قراءة تأمّلية بالجوارح والقلب والشغف والحواس كلّها، وليس بالعين فقط.
كان لالياس أكثر من حضور وطيف وتمثيل، وسنُحسن صنعًا أن نربط بينها في كلّ مقاربة تسعى إلى الإحاطة بهذا الإرث وهذه الشخصيّة.
لروح الياس خوري السلام.
معنا أربع مداخلات لأربعة من الزملاء والزميلات. كانت يُمكن أن تكون أكثر. كثيرون هم الذين يُريدون قول شيء ما عن الياس أو إرثه، لكننا مع سبق الإصرار أردنا أن تكون ندوتُنا هذه أنيقة ورشيقة بما يليق بالياس ومرتبته عندنا.
**
شارك في تقديم المداخلات ـ يُمكن مشاهدتها على صفحة “ملتقى فلسطين”
رنا إدريس ـ المديرة العامة لدار الآداب للنشر منذ العام 1986. دراسات عليا في الأنتروبولوجيا من جامعة نيويورك. ناشطة في المجال الثقافي ومحاضرة في موضوع النشر الورقي. محكّمة في مجالس امناء عدد من الجوائز الأدبية والثقافية لا سيّما جائزة البوكر العربيّة. حصلت دار الآداب بإدارتها على العديد من الجوائز على إنجازاتها. وكانت الدار أصدرت روايات الياس خوري ضمن علاقة حميمة وممتدة معه.
صبحي حديدي ـ ناقد ومترجم ومعلّق سياسي، من سورية. تخرّج من جامعة دمشق، وتابع دراساته في فرنسا وبريطانيا. نشر العديد من الدراسات النقدية والأبحاث، خاصة في نقد الشعر والرواية، والتعريف بنظرية الأدب والمدارس النقدية المعاصرة. نقل إلى اللغة العربية العديد من الأعمال الدبية العالمية وشارك في تحكيم جوائز عربيّة عديدة.
بانة ماضي ـ هي تلميذة الياس خوري. كانت مساعدته لا سيّما في فترة مرضه إلى يوم رحيله. أعدت أطروحة الماجستير حول أدب الياس خوري كأدب توثيقي لبيروت وناسها وحياتها. كذلك رسالتها للدكتوراة تتناول في شقّ منها أدب الياس من زاوية أنتروبولوجية تاريخية. مداخلتها فرصة لنا كي نرى الياس الصديق المُحبّ والإنسان كما هو في ظلّ صورته.
رائف زريق ـ أستاذ الفلسفة في الكلّية الأكاديميّة في تل أبيب. باحث في معهد فان لير. خريج جامعة كولومبيا وهارفارد. يكتب في السياسة وفلسفة القانون والأخلاق والنقد الأدبي. عمل أستاذا وباحثًا زائرًا في جامعة جورج تاون وييل وهارفارد. عضو أسرة تحرير مجلّة الدراسات الفلسطينيّة وصديق الياس خوري.
++++++++++++++++
لمشاهدة الفعالية يمكن الضغط على الرابط التالي: