فاطمة والسجان
فاطمة على طاولة الإفطار وبينها وبين أمها سجن وسجان. كان عمرها لا يتجاوز الأربعة شهور يوم غابت أمها فدوى، الأم لخمسة أطفال، عام ٢٠١٦خلف القضبان وفي غياهب السجون لعشرة سنوات بتهمة محاولة طعن وحش الاستعمار الجاثم على صدر الإنسانية في هذا الوطن الأسير بين المية والمية.
لم يكتفي الظالم بحرمان فدوى حمادة ومعها خمسة أطفالها ممارسة حياتها كأي والدة في هذا العالم الجائر، بل مارس عليها كل أحقاده الفاشية حيث تعرضت لعزل انفرادي لشهور وشهور، وتم احتجازها 72 يوم في سجن الجلمة، ثم عزلها 106 أيام عام 2020 . وأصعب عزلها ومنعها من احتضان أطفالها ولقائهم لفترة تتجاوز الستة شهور أحياناً.
في المرة الأخيرة طال انتظار مريم خارج السجن. حملت لأمها المغيبة عنوة عن حياتها وردة من ربيع بلادنا ذبلت وهي تنتظر وجدار السجن خلفها يفصلها عن حلمها حضن أمها.
بعد ساعات دخلت تدق بلهفة أبواب غرف الانتظار على الطريق الى أمها المنتظرة بلهفة الأمومة كما ابدعها الله في خلقه. غير أن وحشية ونازية السجانة والجدران العازلة حالت بين فاطمة وإخوتها وأمهم. فراح صراخ لهفة فاطمة يلج السجن ومعه حيّز هذا العالم الأصم والكثير منا الذي يعتبر فدوى وكل الأسيرات والأسرى مجرد أرقام نسيت خلف القضبان.
أصبح عمر فاطمة اليوم اربعة سنوات وما زالت تنتظر أمها وقبلها كان عمر زينة فقط اربعة عشر يوماً يوم اعتقل والدها مجد بربر الذي خرج من السجن قبل أيام بعد عشرين عام غدت زينة فيها صبية عشرينية طالبة جامعة قال ابوها عن أمها فاطمة يوم عانقها في مشهد عشق انساني أسطوري أنها المرأة الفلسطينية التي كانت وما زالت لي الوطن.
على أمل ان تعانق فدوى أطفالها وزوجها والحريّة يوم تعود الى بيتها وتقول في زوجها انه الرجل الفلسطيني الذي كان لها وما زال الوطن.
الدعم والحرية لجميع أسرى وأسيرات شعبنا والإنسانية المناضلة ضد الاستعمار، الدكتاتورية والظلم.