“غزّاوي، سردية الشقاء والامل” لـ جمال زقوت


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

تراجع هذه المذكرات، الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، المسيرة الحافلة لحياة لاجئ ومناضل من جيل النكبة في مخيمات غزة والشتات. تجمع بين التجربة الشخصية الحميمة والمشهد العام، في إضاءة على تحولات المجتمع الغزّاوي في مراحل مفصلية أبرزها: الحياة اليومية في مخيم الشاطئ في الخمسينيات بعد النزوح؛ الحكم العسكري المصري في غزة في الحقبة الناصرية؛ بداية الاحتلال الإسرائيلي ويوميات المقاومة التي تُكشف بعض تفاصيلها لأول مرة؛ الانتفاضة الكبرى سنة 1987. كما تضيء هذه المذكرات على حياة المؤلف الدرامية في المخيم، وفي أثناء الدراسة والنضال في القاهرة وبلغاريا، ثم عودته إلى فلسطين ودوره في مرحلة إنشاء السلطة الفلسطينية.

ومما جاء في مدخل السردية:

بينما تنساب الذاكرة عبر سلسةٍ من سراديب حجيرات الزمن، وتُزيح عنها غبار النسيان، ترتسم على وجهك ابتسامة تشي بانحيازٍ للماضي، ولبساطة الحياة عارية كما هي، دون عبث بها أو تلاعب. انحياز واضح ومباشر لاسترداد بكارة اللغة، ومفردات الصدق والوفاء التي ورثها الناس وطوّروها من شظف عيشهم ومن تلاحق أمواج البحر على شواطئه النظيفة، قبل أن يلوثها عبث العابرين.
كل شيء تغير ولم يعد كما كان، باستثناء لون البحر وإيقاع موجه، ومزيج ألوان غروب الشمس المتغّيرة كبصمات بشريّة لا تكرار فيها، على صفحته الممتدّة نحو أفق بعيد.
نعم، كل شيء تغيّر في المخيّم. حتى الرمال على شاطئ البحر، التي كانت ذهبية، لم تعد كذلك. ولا تمكّنت زنابقه البيضاء من حماية نفسها والبقاء، فرحلت ساحبة معها روائحها الجميلة. أما موجه الغاضب، فقد ظلّ شاهدًا على ما تغيّر. يأتي ويعود في عملية مدّ وجزرٍ تتناسق مع أصوات الرعد وألوان البرق وهي تشق السماء، قبل أن تهدأ وتنقشع الغيوم، ويعود للسماء صفاؤها، ويعود الموج يغسل شاطئه، ويحمي ذكريات كل ذرّة رمل فيه.
إن خذلتك الذاكرة يا صديقي فَعُد إلى البحر. اليوم تخذلني لكي أعود وأسأله. فهو وحده يعرف وجوه الناس وملامحهم، ويعرف حتّى تفاصيل ما كان في قلوبهم من أسرار، لم يستطع بعضهم الإفصاح عنها حتى لنفسه. كان يقرأ باطن أقدامهم وهي تمشي على رمال شاطئه ما أن يُببلّلها الماء. وكان يفكّ ألغاز لغة أجساد السابحين في لجّته. يحتفظ بأسرارهم المهمّة وغير المهمّة. عد إلى البحر يا صديقي، فهو الحافظ لتاريخ الأبدية، وحارس الذكريات.
عدت وسأروي حكاية الغزاوي فيّ الذي ولد بين الرمل ومياه البحر

جمال زقوت، سياسي وناشط فلسطيني ولد في مخيم الشاطئ في غزة في كنف أسرة لجأت من بلدة إسدود جراء نكبة 1948. اعتُقل عدة مرات، وأبعدته سلطات الاحتلال، سنة 1988، إلى خارج فلسطين بتهمة المشاركة في تأسيس القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى. اعتُقلت زوجته، نائلة عايش، أكثر من مرة، وكذلك طفلهما الذي أمضى مع أمه ستة أشهر في المعتقل. عاد إلى القطاع سنة 1994، وشغل عدداً من المواقع السياسية .

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *