غزة ليست بيروت… والسنوار يرفض الجلاء ويستعد لاحتفالات النصر

في اليوم الثامن والتسعين للحرب على غزة، تتزايد الأصوات الإسرائيلية الداعية لوقفها والتسليم بنتائجها، وسط تسريبات بأن الجيش معني بتحديد أهداف واقعية لاستمراريتها، ورسم ملامح اليوم التالي، تحاشياً للمراوحة في المكان وللاستنزاف، وتبدّد ما حققه من “مكاسب على الأرض”.
ويوضح محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل أن الحرب تقترب من 100 يوم، مرجحاً أن تستمر أياماً كثيرة، رغم أنها بعيدة عن تحقيق أهدافها المعلنة، وربما بسبب ذلك.
ويقول هارئيل في مقاله المنشور اليوم الجمعة، إن إسرائيل احتلت وتسبّبت بمعاناة كبيرة للمدنيين الفلسطينيين، لكنها لا تقترب من انتصار حاسم، مرجحاً أنها ستستصعب تحقيقها مستقبلاً أيضاً. كما يقول إنه من الصعب التخفي على ذلك لأن الجيش موجود في ذروة عملية تقليل قواته داخل القطاع، وهذا يعكس الانتقال لمرحلة جديدة من الحرب، وهذا ما حاولت الحكومة التستر عليه، وجعل صورة الانتقال هذه غامضة بعيون الإسرائيليين.
بارنياع: غزة ليست بيروت، والسنوار ليس عرفات، وهو الآن لا يبحث عن ملجأ في الشتات، هو يستعد للاحتفال بالنصر في غزة
وعلى غرار مراقبين إسرائيليين آخرين، يؤكد هارئيل أن المصاعب منذ القرار بالتوغّل البري لإلحاق هزيمة بـ “حماس” في القطاع كانت واضحة، لكن ذلك لم يمنع الحكومة (ولحد معين قيادة الجيش أيضاً) من صياغة أهداف من الصعب تحقيقها أصلاً في هذا الوقت المحدد.
ويشير هارئيل إلى أن “حماس” بنت قوة عسكرية تشبه بهياكلها الجيش النظامي، وعندما تفكّك معظمها انتقلت لطريقة قتال أخرى على شكل حرب عصابات: “تتذيّل الجيش، وتخرج عناصرها من الأنفاق وتضربه وتصيبه يومياً. نعم؛ قوة كتائب القسام ببساطتها”.
ويتوافق معه زميله في “هآرتس” محلل الشؤون السياسية يوسي فرطر، الذي يدعو، ضمن مقال بعنوان “همّ المراوحة في المكان”، لاستعادة المحتجزين داخل غزة كهدف أوّل لا بأس من وقف من أجل تحقيقه.
ويحمل فرطر على نتنياهو ويقول إنه لا يفقه لا بالأمن ولا بالاقتصاد ولا بالدبلوماسية، بخلاف مزاعمه التقليدية، مؤكداً أنه “سيد الفشل متعدد المجالات”. لافتاً إلى ضرورة جعل استعادة المحتجزين في غزة أولوية أولى، حتى بثمن وقف النار، وإلى أن صورة القيادة الإسرائيلية بعيون العالم مختلفة عما هي بعيون الإسرائيليين.
ويضيف: “يوم الأحد تبلغ الحرب في غزة 100 يوم، وهذا ضعفا حرب “الجرف الصامد”، عام 2014، وخمسة أضعاف حرب 1973، و16 ضعفاً من حرب 1967، وبعد أسبوعين ستتجاوز حرب لبنان الأولى في مدتها الرسمية”.
على الخاسر أن يدفع الثمن
وبشكل مثابر ومنهجي، يواصل المعلق السياسي الأبرز في إسرائيل ناحوم بارنياع التأكيد على استحالة تحقيق انتصار في الحرب على غزة، فيقول، الجمعة، ما قاله عدة مرات، منذ ثلاثة شهور، إن أهدافها غير واقعية، وإن إسرائيل خسرت فيها قبل أن تبدأ، بعدما أخذتها “حماس” على حين غرة في مفاجأة أخطر من مفاجأة السادس من أكتوبر، عام 1973.
المصدر: هآرتس