عيشوا … كالكلاب!
ينقل يوسي بيلين في كتاب له (بالعبري) وكما يقتبس عنه نعوم تشومسكي مقولة واضحة وبالغة العنصرية والوحشية عن موشيه دايان، وزير الدفاع الاسرائيلي خلال حرب ١٩٦٧، وحاكم الضفة الغربية الفعلي بعد الحرب وحتى وسنة ١٩٧٤. الاهم من عنصريتها هو إعادة تسطيرها لإستراتيجية الضم وابتلاع الارض المعلنة. يقول دايان ما يلي:
“سوف نأخذ القليل (من الارض) في كل مرة، وستكون اسرائيل هي الحكومة الدائمة في الاراضي المحتلة. سوف نأخذ الارض قطعة قطعة بصمت وسوف نقول للفلسطينين “ليس عندنا حل، وعليكم ان تواصلوا العيش كالكلاب ومن يرغب منكم بإمكانه المغادرة، وسوف نرى الى اين ستقود هذه العملية”.
من دايان، وقبله، وصولا الى نتنياهو وبينيت والاستراتيجيات الاسرائيلية القائمة على ضم ارض اكثر، وسكان اقل، وخلق ظروف اقتصادية وامنية طاردة للفلسطينيين هي هي. الشيء الجديدد الذي اضافته اوسلو انها خلقت غطاء شرعيا لكل تلك الاستراتيجيات الاستعمارية المتواصلة بوهم اقامة الدولة، بينما جوهر الموقف الاسرائيلي الثابت: لا يوجد لدينا حل، واستمروا في الحياة كما نرسمها لكم …
من زاوية اعرض يمكن القول إن معظم السياسات والاستراتيجيات الاسرائيلية الصهيونية واضحة ومنطوقة ومعلن عنها منذ البدايات الاولى: تملك الارض بكل الوسائل، بناء تجمعات مدنية وعسكرية، التوسع الدائم، تحطيم الفلسطينين وارادتهم ومقاومتهم، اضعاف الدول العربية، محاربة اي مشروع وحدودي، محاصرة الدول العربية الكبرى عبر الهوامش والاطراف، وصولا الى تطبيع الكيان العنصري في المنطقة. الشيء المذهل ان معظم تلك الاستراتيجيات نجحت. قد تفسير اسباب النجاح يطول (الدعم الغربي، الادارة الصهيونية الناجحة، وغير ذلك …). لكن الدرس الأكثر مرارة وايلاما هو الدور الكبير الذي لعبه جهلنا وتخلفنا وسوء ادارتنا السياسية والعسكرية، وما زال في انجاح المشروع الصهيوني.
Naom Chomsky and Gilbert Achcar, Perilous Power: The Middle East and US Foreign Policy, 2007.