لعناية الحركة الوطنية الفلسطينية، منظمة وسلطة وأحزابا وحركات ومؤسسات أسرى،

كان من المفترض أن يكون اليوم الجمعة 24 آذار 2023 هو اليوم الأول في الحرية للأسير الفلسطيني وليد دقة الذي قضى في الأسر الصهيوني 37 عاما. لكنه يقبع الآن في غرفة مشددة الحراسة في مستشفى “برزلاي” في مدينة عسقلان المحتلة، بعد أن تم نقله يوم أمس الخميس 23 آذار 2023 إثر تدهور حالته الصحية. ولا أحد على مقربة منه إلا زوجته المناضلة سناء سلامة الممنوعة حتى من تلويحة له عن بعد. حارب وليد، وحيدا، ظلم النظام الصهيوني في حكمه الأول في العام 1987، وفي تحديد فترة المؤبد في العام 2012، وفي تمديد حكمه لسنتين إضافيتين في العام 2018، وفي رفض عشرات الالتماسات… ونفذ من بؤبؤ العدو بصلابته ومحورية دوره الوطني. وحارب، وحيدا، خذلان الحركة الوطنية الفلسطينية والعربية في استثنائه من صفقات التبادل والإفراج، أربع مرات، وخذلان التذكر… ووهبنا أعمق ما يمكن أن يكتب في تجربة السجن: سيرة ورواية ونظرية. وها هو يحارب، وحيدا، استفحال المرض في جسده المقاتل… وربما يتأمل مقام رأس الإمام الحسين الذي في الجوار، ويتذكر ملامح ناصر أبو حميد في آخر محادثة، ويردد وعد رفاق الأسر في المقاومة الفلسطينية ممن ذكروهما بالاسم على قيد التحرير: “بَس الوفا ع الحر.”

خلاصة الوضع الصحي للأسير وليد دقة

يفيد التقرير الطبي الأخير، الذي أعده البروفيسور موشيه غات (مدير دائرة أمراض الدم في المركز الطبي لجامعة مستشفى هداسا، والأستاذ في كلية الطب في الجامعة العبرية في القدس المحتلة) بتاريخ 22 كانون الثاني 2023، بناء على طلب “جمعية أطباء لحقوق الإنسان-إسرائيل،” أن الأسير وليد دقة “عانى لسنوات من مرض نقوي مع ما يصاحبه من زيادة في عدد الكريات البيضاء والصفائح، ما يزيد من مخاطر فرط التخثر. وكان دقة، ابن 61 عاما، قد تم تشخيصه بالمرض في سنة 2015. كما أنه يعاني من أمراض الشرايين، وارتفاع الضغط، والدهنيات. وقد خضع في السنوات الأخيرة للعلاج الكيماوي. ومؤخرا، تدهور وضعه الصحي بوجود مؤشرات لأعراض فقر الدم الحاد واللوكيميا. وقد نقل إلى مستشفى “برزلاي”، وبعد معاينة نخاع العظم تبين إصابته بمرض التليُّف النقوي Myelofibrosis. وهذا يعني أن المرض قد تحول واستفحل لدرجة خبيثة تبلغ مقدار خطورتها 7 DIPSS [3 درجات فوق عتبة الخطر]. وتشير الحسابات أن درجة الخطورة في أقصاها. وللتحذير، ودون علاج فوري، فإن معدل حياة المريض هو قرابة سنة ونصف. ورغم مخاطره، ينصح بإعطائه دواء JAKAVI، لتهدئة الأعراض، ولكنه لا يشكل علاجا، ولا يطيل فترة البقاء إلا بشكل ضئيل. أما العلاج الوحيد، فهو زرع نخاع العظم من متبرع يجب البدء بالبحث عنه فوراً. وبعد توفير متبرع ملائم، يجب الانتباه إلى أن هذا الإجراء هو واحد من أصعب العلاجات وأخطر العمليات في الطب. فالمريض [دقة] تنتظره فترة عصيبة، ويجب أن يكون في مكان نظيف وغير معرض للتلوث.”

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *