عن كتاب:  فلسطين.. أربعة آلاف عام في التاريخ


اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

كتب الباحث والمؤرخ نور مصالحة كتاب مهم اسمه ” فلسطين.. أربعة آلاف عام في التاريخ ” صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية قبل أربع سنوات بالعربية والانجليزية. الكتاب يستجمع كل الأدلة التاريخية والاثرية حول اسم فلسطين لدلالة على موقع جغرافي بين نهر الأردن والغور إلى ساحل المتوسط.

لست ناقدا أدبيا ولا مؤرخا بل أحببت الإشارة إلى الكتاب الذي يحتل صدارة في موقع أمازون وفي نفس الوقت من المؤلفات التي لقت اهتماما عند المؤرخين الأجانب وليس العرب فقط.

ركز بالأساس مصالحة على الاسم كثيرا وهو مهم واستند للكتابات العراقية والسورية والمصرية خلال أربعة الاف عام طبعا حضارات تلك المناطق المنفصلة إلى حد ما حضاريا فكل منها له كينونة تاريخية اجتماعية اقتصادية وعسكرية. وبات واضحا الفارق بين فلسطين وسوريا بشكل أوضح مما أشار له فراس السواح لان مصالحة جلب المئات من الأدلة كبراهين لهذا الفارق وطبعا ذهب إلى حالة التحريف من قبل المؤسسة الصهيونية لكن أيضا من أباء الفكر القومي العربي او القومي السوري خلال بدايات القرن العشرين الذين حاولوا تشويه هذه الحقائق.

جميل جدا كيف استحضر كتابات كانت بالنسبة لي غائبة وهي في الفترة البيزنطية والتي ما كانت إلا استمرار لمفهوم جغرافي فلسطين المطابقة للوضع الاجتماعي خلال الفترة المسيحية وكمية الكتابات التي غابت عنا مؤرخين اخرين.

لربما من المآخذ على الكتاب هو الإغراق بالأدلة وتكرارها خلال فترات زمنية تحديدا “الاسم ” أي فلسطين ولكن أتفهم أن مصالحة أراد اثبات نظريته بالأدلة وليس بالكلام الانشائي, أيضا اهتمامه بنقد المدارس التوراتية التاريخية ولعله أراد الإشارة لصراع الأفكار وتأصيل انه لا يوجد شيء اسمه أرض بلا شعب من خلال شرح مستفيض لتاريخ البشر والمجتمعات والعلاقات التجارية والسياسية بالمحيط وهو أمر أراه جدا مهم لفهم فلسطين والناس فيها خلال الالفيات الأربع.

تقسيم فلسطين كثلاث ولايات الذي بدأ في مرحلة جدا مبكرة واستمر لغاية الحكم العثماني وان اختلفت عاصمة كل ولاية إلا ان الفكرة استمرت مثل جند الشام في دمشق مقابل جند الرملة كمعسكرات الجيوش الإسلامية للدلالة على البعد العسكري لحماية بلاد الشام ككل في عدة مواقع عسكرية في العصر الاموي العباسي.

ربط مصالحة بكل ذكاء المدن الفلسطينية وكل مدينة لها خصوصية لكنهم جميعا يشكلون تكامل اقتصادي كمدينة ميناء مثل عكا غزة يافا مقابل مدينة التجارة والصناعة كصفد نابلس القدس الخليل وهذا على امتداد تاريخ طويل لتلك المدن وغيرها طبعا.

الكتاب وثق علاقة فلسطين السياسية والاقتصادية بالمحيط الحضاري منذ الفراعنة وحتى العصر الحديث وكيف حكم ظاهر العمر من عكا لواء صيدا وعلاقة شرق الأردن المتصلة بفلسطين خاصة جنوب اربد لغاية معان اجتماعيا واقتصاديا.

في ختام الكتاب شرح المدارس التوراتية الاثرية التاريخية الأوروبية التي بشكل مباشر سعت لاستحضار حقائق ليست بتاريخية لكن متأثرة بالتوراة واثباتها وكيف ظهرت مدارس أخرى تنفي مثل هكذا ربط جامد دون أدلة وهذا الصراع بين مدرستين تختلفان في المنهج العلمي.

هناك العديد من الكتب الأخرى الهامة التي لربما سأكتب عنها لاحقا والتي بدأت تؤسس لظهور كتبة ومؤرخين فلسطينيين وعرب عادوا لكتابة التاريخ دون دوافع سياسية وكانوا أنجح من الجيلين السابقين في بداية القرن العشرين المتأثرين بإثبات العروبة او من بعدهم في اثبات سورية فلسطين أكثر من إعطاء فلسطين حقها والذين كلهم حاولوا اسناد الفكر البعثي أو الناصري أما الجيل الثاني فكان جيل المؤرخين المرتبطين بمنظمة التحرير الذين لم يعتمدوا كثيرا على الأدلة التاريخية بقدر محاولة فرض منهاج سياسي غاب عنه المنهج العلمي أحيانا فلم يلقوا اهتمام عالمي لإغفال تلك الأدلة. الجيل الجديد الان بات أكثر علمية وأكثر تدقيقا مما أكسبه احتراما في المعاهد الدولية.

أخيرا ان مثل هكذا كتب وان كانت قليلة لكن تساعدنا نحن القراء والمهتمين وحتى صناع الأفلام الوثائقية لمواجهة اساطير وأفكار مغلوطة يتم الزج بها في مكتبات الأفلام الوثائقية على حساب تاريخينا وارثنا الحضاري الاثرية والتاريخي بسبب ماكينة الدعاية التي نجحت لعقود في كي الوعي العالمي وحتى المحلي.

اشترك معنا في قناة تلغرام: اضغط للاشتراك

حمل تطبيق الملتقى الفلسطيني على آندرويد: اضغط للتحميل

Author: أحمد البديري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *