
قياداتنا تنشر الكذب الوقح بشأن القدس. السلطة وحماس والفصائل يعلمون أننا نخسر في هذه المدينة، لكنهم يبيعوننا انتصارات وهمية بأدوات جديدة وفي أماكن غير تلك التي خسرنا فيها. وهذا هو بالضبط تكتيك تغطية الفشل.
لقد خسرنا بيت الشرق، المكان الذي يمثلنا سياسياً ولم يفعلوا شيئاً. خسرنا مجمع النقابات وانتقلنا إلى رام الله، ولم يفعلوا شيئاً. خسرنا المسارح في المدينة ولم ينتبهوا.
ضاع قطاع التعليم وهم يتفرجون. أنهكوا مستشفى المقاصد والمطلع بالديون بدل أن يقدموا الدعم. خسرنا السياحة وقدمناها هدية للإسرائيليين. لم يقدموا مليماً واحداً لتجار البلدة القديمة ولا للمهددين بمصادرة بيوتهم، ولا لشباب القدس ولا لصبايا القدس العاطلين عن العمل.
لم ينتبهوا لوجود جمعيات هي عماد المدينة، مثل دار الطفل العربي، الجمعيات المسيحية، الإسلامية، اليتيم، مركز الخرائط، مركز الدراسات العربية، وعشرات المؤسسات التي تم إغلاقها أو تنتظر وتعاني.
كل هذا وغيره، وسكتنا ونسكت، ثم ننجر بمعرفتنا أو بغبائنا نحو تقزيم المدينة واختصارها ببعدها الديني، ونبيع أوهامنا من خلاله.