عن أزمة الإعلام العبري وأزمتنا الملازمة (تحليل إخباري)

أدلى إيلان يشوعا ـ المحرر في موقع “וללה” ـ بشهادته في محاكمة نتنياهو في ملف 4000 وكشف عمُق العلاقة أو قُل الوصاية بين مكتب رئيس الحكومة وأسرته وبين الإعلام في إسرائيل.

الشهادة ـ وهي هامة في إطار المحاكمة ـ توفّر لنا فُرصة ذهبية لنعرف طبيعة العلاقة بين السلطة ـ الرأسمال ـ الإعلام.

تحالف ثلاثيّ دنس تمامًا يشتغل على مدار 24 ساعة وسبعة أيام في الأسبوع ـ مقروءًا ومسموعًا ومبثوثًا ومصوّرا ومشبوكًا ـ بهدف تصميم وعي الجمهور وتطريق الأدمغة وسحبها على “شطانس”/ “قالب” محدّد. وعلينا أن نعترف أن هذا الثالوث غالبًا ما ينجح وليس فقط مع المُجتمع اليهودي بل مع مجتمعنا العربي الفلسطيني هنا.

هناك سيطرة شبه تامة للسلطة والرأسمال على وسائل الإعلام من أصغرها إلى أكبرها. ومع هذا لا يزال أناس كثيرون يستقون معلوماتهم من هناك،

هل تذكرون كيف جرّدوا الأحزاب من جرائدها وإعلامها ـ سيرورة اجتاحت العالم كلّه تقريبا ـ بدعوى أن إعلامًا حزبيًّا يخطف اللعبة الديمقراطية لأنه يجعلها تميل لصالح أحزاب تمتلك وسائل إعلام؟؟

من يومها صار الإعلام أكثر وأكثر في يد سلطات يُمكن أن تكون كل شيء ما عدا أنها ديمقراطية أو مُنصفة ـ كما هنا. مالك شركة بيزك المالك الأساس لموقع “ואללה” فرض على المحررين ما يُريد بإيعاز من نتنياهو وزوجته وبطانته. وهكذا الأمر في كل حيّز إعلامي.

هذا في وقت يكشف المزيد من العاملين الاسبقين في الإعلام مدى تحكّم السلطة بوسائل إعلامية وبرامج وتسمية مقديمن ومقدمات ومديري بثّ وصحف وما إلى ذلك من وسائط ميديا..

في المرة القادمة عندما أقول لكم كي الوعي وتصميم الإرادة وأن معظم العرب العاربة تحكي كأنها جماهير يهودية تربّت في مدارس دينية وأن بعض “قيادات” مجتمعنا وناشطيه يرون أنفسهم من خلال عيون السلطة ورموزها ـ صدّقوا! هذا ليس ادّعاء. هذا هو ما يحصل يوميًا خاصة عندما ينهرق البعض إلى وسائل إعلام عبرية يرطنون بالعبرية أو يلثغون بالغين بدل الراء كأنهم لحسوا جمرة ـ لينظّروا على نحو استشراقي عن مجتمعهم وقضاياه.

أزمتهم حين تنعكس علينا ـ تصير بايخة كثيرا وإشكالية ـ الآن تعالوا نُقنع رئيس مجلس عندنا أن ثقافتنا ليست عنيفة بل أن هناك جُملة أسباب سياسية أفضت إلى تفجّر دورة العنف عندنا؟

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *