عنصريات اوروبية … من نابلس الى الهند الى افريقيا (الامس واليوم!)

يكتب دوغلاس دوف، احد ضباط البوليس البريطاني وقد خدم في فلسطين بين سنوات ١٩٢٢ و١٩٣٢، انه قابل زميلا له في السنة الاولى من خدمته اظهر له علبة سجائر معدنية ولما فتحها كان فيها بقايا مخ لرجل من نابلس قتله الضابط وحطم جمجمته بكعب بندقيته، واحتفظ ببعض مخه في علبة السجائر كتذكار. دوف هو الاخر كان يكره اهل نابلس  وكتب انهم من اسوأ الناس على وجه الارض. يقول “قليل من المسلمين في فلسطين يتصفون بالخيانة والوحشية والتعصب مثل النوابلسة.” ثم يتبجح عليهم حتى في اللغة العربية التي “تعلمها خلال اشهر” ويقول بأنه لا يوجد هناك نابلسي او اي ساكن في جبل نابلس، الذي كان جبل افرايم حسب كتاب العهد القديم كما يقول، يستطيع ان يلفظ حرف الشين بالعربي. فهم يقولون سمس عن شمس وسرق عن شرق!  هذا العنصري الذي نشر كتابه سنة ١٩٥٣ اصبح نجما اعلاميا في الاذاعة والتفزيون البريطاني لاحقا، وتكسب من كتاباته عن فلسطين. كان منبهرا بالحملات الصليبية على فلسطين واعتبر نفسه واحدا من تلك الحملات المتأخرة التي تريد استكمال ما بدأه الصليبيون القدامى.

اليوم في بريطانيا هناك استكمال للعنصريات المتأصلة حيث امتلأت وسائل الاعلام الاجتماعي بشتائم عنصرية ضد ثلاثة من فريق كرة القدم من اصل افريقي بسبب فشلهم في احراز اهداف في المباراة النهائية لدوري الامم الاوروبية وفازت بها ايطاليا. هؤلاء الثلاث ولدوا في بريطانيا هم واباءهم، ومع ذلك يراهم البيض مجرد “سود” ومن مرتبة انسانية اقل (تماما كما كان دوف يصف الفلسطينيين). في فرنسا تعرض اللاعب الشهير امبابي لنفس العنصرية الفرنسية بسبب فشله في ركلة جزاء ضد سويسرا. اللاعب المحبوب والمولود في فرنسا تحول الى عدو الامة.

العنصري دوغلاس دوف لم ير في كل فلسطين سوى اليهود الرائعين الذين حولوا الصحراء الى جنان، وفي كتابه المستفز للاعصاب وضع مجموعة من الصور ليس فيها واحدة تتضمن فلسطينيا واحدا. العنصري تشرتشل قال في تصريح شهير انه من حق اليهود بكونهم جنس ارقى واسمى من العرب ان يأخذوا فلسطين، تماما كما اخذ الامريكان امريكا والاستراليون استراليا. بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الحالي، الذي يعتبر تشرتشل مثله الاعلى، لم ير في موقف تشرتشل من فلسطين والفلسطينيين اي عنصرية. يقول ان نبوءة تشرتشل تحققت في ايجاد دولة حديثة ورائعة ومتقدمة ليهود العالم. لا يذكر جونسون في كتابه التبجيلي عن تشرتشل ان هناك سبعة ملايين فلسطيني مشردين في العالم بسبب المشروع الكولونيالي العنصري الذي قادته بلاده في فلسطين، وتولت رعايته من بعد ذلك الولايات المتحدة ام الامبرياليات في عالم اليوم.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *