يجب أن ننظر إلى العملية المذهلة التي تم تنفيذها ضد حزب الله، والتي نسبها التنظيم إلى إسرائيل ، على ضوء سؤال واحد فقط: هل تعيد الأمن بحيث يتمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم دون خوف؟ الإجابة المؤسفة هي على مايبدو لا .

لذلك، إذا كان نسب العملية إلى إسرائيل صحيحاً، فإن العملية التي تبقى نصف عملية تعتبر إهمالاً استراتيجياً. وإذا لم تأتي الآن عملية واسعة تصاب في إطارها قدرات حزب الله بشكل بالغ، فما الذي حققته هذه العملية .
عندما بدأت التقارير تتدفق حول سلسلة من الانفجارات الغامضة، كنت بالقرب من قاعدة تابعة لسلاح الجو . تلفوني كان للحظة سيشتعل من تلقاء ذاته نتيجة كثرة التقارير في كل شبكة ممكنة، لكن المدرج في القاعدة بقي صامتًا. ساعة، ساعتين – ولا توجد حالات إقلاع طائرات . العملية التي نفذتها جهات مجهولة واخترقت القلب والعقل التنظيمي لحزب الله كان من الممكن أن تتحول إلى ضربة افتتاحية مذهلة. تخيل وضعاً لا يتواجد فيه جميع قادة حزب الله على جميع المستويات على رأس مهامهم، ونسبة كبيرة منهم مصابون، اوينزفون، وخائفون، وادخلو إلى المشافي للعلاج ، ويفقدون توازنهم – وفي الوقت نفسه مئات الطائرات والمروحيات والمسيرات تنقض على جميع مواقع المنظمة المعروفة لنا، وتسحق مستودعات الذخيرة ومستودعات الصواريخ.
حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم يكن هناك أي ذكر لجرأة المتابعة المطلوبة . يبدو الأمر الآن وكأنه سياسة كلاسيكية لبنيامين نتنياهو : إهدار الأدوات الإبداعية التي يمكن أن تكون بمثابة رافعة لإنجاز استراتيجي ، على عملية غير مكتملة على ما يبدو. إذا لم نضرب حزب الله عدة ضربات متابعة شديدة ومتواصلة، فإن هذه العملية في حد ذاتها ستبقى في فضاء فارغ، وسيعاد ترميم الذعر والعجز التنفيذي الذي اصاب قيادة حزب الله، وسيتعافى المصابون بجروح طفيفة وسيعودون إلى أداء مهامهم، وسنعود نحن إلى نقطة البداية. اذا من أجل ماذا؟ أليس من حقنا أن نضرب عدواً بسبب إطلاقه النار علينا تخلت حكومتنا عن آلاف الكيلومترات المربعة من وطننا؟ عدو يطلق الصواريخ يوميا على التجمعات السكانية في المدن والمستوطنات التي لم يهجرها سكانها؟
ماالذي نتوقع أن يفعله حزب الله الآن ؟ هل يتصور أحد أنه بعد انفجار آلاف أجهزة الاتصال سيقرر التنظيم الشيعي إلقاء سلاحه؟ هل يتخيل أحد أن نصرالله سيقول في نفسه واو إن هؤلاء الإسرائيليين المجانين فجروا أجهزة الاستدعاء الخاصة بي، وسأنتقل إلى مجال الوجبات السريعة ؟
وتصر هذه الحكومة المرة تلو الأخرى على تفويت كل فرصة لإحداث تغيير استراتيجي عميق . إن العدو الديني الذي يثبت كل يوم أنه على استعداد لدفع ثمن باهظ لمحاربتنا ، في حرب بدأت دون أي سبب ملموس، يعلن صراحة عن نيته تدمير إسرائيل، سيرغب فعلا في القيام بذلك . وكما تعلمنا من السابع من تشرين الأول/أكتوبر، فإنه سيسعى جاهداً للعثور على نقاط ضعفنا وضربها – وطالما أن لديه نية معلنة ووسائل لضربنا، فإن هذا سيحدث . مع مرور السنوات منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، أصبح حزب الله جيشاً قوياً يمتلك قدرة على المناورة البرية، والإغارة من البحر، ومظلة لا يمكن تصورها من نيران الصواريخ والطائرات بدون طيار، وغير ذلك. متى بالضبط تفكرون بمعالجة كل ذلك ؟ عندما تزداد قوة حزب الله أكثر ؟
تعبر عملية أجهزة الإتصال عن حنكة وجرأة وخداع وإبداع، جنبًا إلى جنب مع استخدام التكنولوجيا المتقدمة. ولكن إذا بقيت العملية كحدث قائم بذاته، فسيكون هناك تضييع لفرصة كبيرة . لماذا لا يتم استغلال الفرصة التي يكون فيها العدو غير متوازن من أجل ضربه واسقاطه وتحطيمه ؟ أتمنى أن يخاب أملي خلال أيام قليلة، وأن نحصل على سبب وجيه يتضمن مكيدة أخرى تنتظر حزب الله. صوت داخلي يهمس لي إن هذا من المحتمل أن لا يحدث .

المصدر: يديعوت أحرونوت

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *