انتهيت من قراءة هذا الكتاب الجديد للباحثة “ايليز بورتون” المتخصصة في تاريخ الشرق الأوسط وخصوصا علم الوراثة. هذا الكتاب غني جدا بالمعلومات عن كيفية استخدام العلوم الطبية في السياسة وخصوصا كيفية صناعة الهوية الوطنية. قلت سابقاً. أن العلم مسيس ولا يوجد علم بدون سياسية وهذا الكتاب ملئ جدا بالمعلومات والمحاججات حول استخدام علم الوراثة وبنوك الدم والجينات في السياسة. الكتاب يركز بشكل كبير على ثلاث دول: تركيا، ايران و”إسرائيل”. في هذا الكتاب ثلاثة محاججات رئيسية وتحاول الباحثة عبر الكتاب تدعيم محاججاتها الثلاثة بقوة( وهي مبدعة في ذلك). الأول أن علم الجينات وأبحاثه أثرت بشكل كبير على مفاهيم الأعراق والاثنيات في الشرق الاوسط (تخيلوا مثلا أن الأتراك وضعوا جهود كبيرة على مدار خمسين سنة لإثبات أن عرب لواء الاسكندرون هم أتراك وفي النهاية مثلا اخترعوا شس اسمه الأتراك الهيتي). انبرى العشرات من الباحثين الأجانب (حتى عام ٢٠١٧ في العراق مع اليزيدين). أما المحاجة الثانية والتي هي الأهم برأيي والتي يجب علينا نحن الباحثين من الشق الجنوبي من الكرة الأرضية أن نعي لها هو ان تقدم علم الشرق الأوسط وعلوم الوراثة والجينات في الشرق الأوسط لم تكن لتتطور بشكل كبير لولا الفاعلين والباحثين المحليين. بالرغم من أن الاوربيين يظهروا كأنهم متقدمين في دراسة الشرق الأوسط كمجال عميق الا أن التعمق في كيفية تقدم وتقديم تلك الدراسات وانجازاتها متعلق وللباحثين المحليين فضل كبير. أما المحاججة الثالثة هي أن الباحثين في مجال علم الوراثة في الشرق الأوسط قد سخروا جهودهم وعلمهم في قضايا “قومية” أي تدعيم وجهات نظر قومية مثل الأتراك و الاشكناز والإيرانيين وغيرهم. 18/2021

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *