عام 2025 ما بين بيع الأوهام وسطوة الحقيقة 

ما بين عام فرض السيادة الاسرائيلية على “يهودا والسامرة ” وعام تجسيد الدولة الفلسطينية على ” الضفة الغربية وقطاع غزة “فرق بسيط ووحيد وهو الامكانية والإرادة .

سموترتش ومن خلفه نتنياهو يعتقدان أن عام ٢٠٢٥ هو عام فرض السيادة الاسرائيلية على ” يهودا والسامرة ” بينما مكتب الرئيس[ محمود عباس] وفي رده على هذا الحديث، يرى في هذا العام هو عام تجسيد الدولة الفسطينية .


يستند نتنياهو وسموترتش إلى دعم أمريكي غير محدود من الادارة الأمريكية الجديدة ، والى حكومة اسرائيلية يمينية توسعية ثابته رغم كل العواصف، هذا من جهة ، ومن الجهة الأخرى يستندون إلى تشرذم الحالة الفلسطينية وفقدان أي استراتيجية وغياب اليات فلسطينية فعالة .


يستند مكتب الرئيس إلى تأييد دولي واسع لحل الدولتين واعتراف الجمعية العامة بالدولة الفلسطينية والقانون الدولي الذي عبرت عنه محكمة العدل الدولية .


عندما حذرت شخصيات إسرائيلية بن غوريون من ان الامم المتحدة تكاد تأخذ موقف حاد ضد اسرائيل رد عليهم بقوله ” لا تخطئوا بالاسم ، هل تتحدثون عن الامم المتحدة او الولايات المتحدة ؟ إذا كان المقصود الولايات المتحدة فهذا امر خطير ويجب التوقف امامه ، اما الامم المتحدة فهذا امر ليس بذي شأن ولا يدعوا للحديث ” .


الفرق بين الرغبة والامكانية هو الاستعداد ، فهل نحن مستعدون بما يكفي لردم تلك الفجوة ؟!!! هذا هو السؤال ، وهذا هو الموضوع . بيع الاوهام كسبا للوقت لم يعد يجدي نفعا ، فالأيام كاشفة وان غدا حتى لمن لا يتمنى قدومه قريب ، وحبل الاوهام قصير وقصير وقصير . ما تم زرعه في سابق عام ٢٠٢٥ سيكون حصاده في هذا العام ، من زرع المستوطنات والبنية التحتية والتسليح للمستوطنين سيحصد سيادة ومن زرع الوهم والدجل السياسي والفساد والشامل والكامل سيحصد الخيبة .


لا وقت للوقت، لنحضر انفسنا لجلسات لخطابات في الجمعية العمومية ولمشروع قرار في المجلس الامن يسقط بفيتو أمريكي ولبيان شديد اللهجة من الجامعة العربية فهذا هو الممكن والمتوقع من الموقف الرسمي والفصائلي الفلسطيني في ظل غياب الاستعداد .
هناك البعض من النخب المسوؤلة من حضّر حقائبه للمغادرة وحضّر قبل ذلك حسابه البنكي وشقق في العواصم وجنسيات متنوعة ، ولكن شعبنا يحضر ذاته لمرحلة كفاحية جديدة .
استنفذنا طاقتنا في عبث سياسي، عبث نضالي ، عبث وطني ، استنفذنا وقتنا ، استنفذنا احلامنا ، وهناك بعد من يقول ” عام تجسيد الدولة الفلسطينية!!!!.

عن معا

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *