ظل العلم خافقا، يحضن شمس شيرين فوق اكتاف القدس

نفتقدك سنونوة لا تهدأ طيراناً في طول وعرض البلاد. هُدهداً قدره كشف جرائم يريدون اخفاءها عن الناس والعالم.

في حياتك، ولم نكتشف الا اليوم، كنتِ قديسة مريمية تضيء الشمس في كل البيوت. كنتِ قد صرت ابنة الكل. كل واحد فينا كان يظن بأنه صديقك او صديقتك. اكتشفنا بأنك صديقة كل فلسطين وناسها. في استشهادك علوتِ علينا جمعيا، ارتقيت ومعك علم البلاد، فانزوت كلُ الرايات.

جن جنون العدو الارعن لما رآى كفنك فوق الاكتاف يتماهى واسوار القدس. كأنك مقدودة من تلك الأسوار ايتها التلحمية المقدسية. تقزمت دولتهم التافهة الى بساطير مرعوبة وهم يرون قنديل فلسطين يشع من قلب شيرين، في قلب القدس، وعلى اكتاف شباب فلسطين.

سواعد هؤلاء الذي حموا كفنك يا شيرين، هي سواعد انقياء اهل الارض وعشاقها. الراية الوحيدة التي اخافت عدوهم كانت راية فلسطين. تمنى العدو الغادر ان ترتفع رايات احزاب تتنافس، كي يتنفس الصعداء. لكن عرس استشهاد شيرين أخجل كل الرايات …

وجاءت امنا فلسطين تتهادى بثوبها مُطرز بالحب مُكحل بالحزن، افسح لها الشباب والصبايا الطريق، انتصبت قامتها رويدا رويدا الى ان وصلت رأس الكفن … اطلت على وجه شيرين الباسم، طبعت قبلة على جبينها الوضاء، همست في روحها وقالت لها خلفك صلى الشباب صلاة الجنازة ورفعوا الصليب، وصار دينهم واحدا … عندها خلفك انا قمتُ كما قام المسيح، اسريتُ من النسيان كما اسرى محمد، وعرجتُ الى القيامة كما عرج محمد. الآن انا أنا، ارض واحدة، راية واحدة وشعب بقلب شيرين.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *