صفقة التبادل  في السياق الإقليمي

هناك عدة عوامل ترجح قرب انجاز صفقة تبادل الأسرى وهدنة في قطاع غزة. تكمن هذه العوامل باقتراب صعود ترامب لسدة الرئاسة بالبيت الأبيض وتأكيده على اهمية انجاز الصفقة قبل تسلمه لمهامه الى جانب وعوده بإنهاء الحروب أثناء الدعاية الانتخابية إضافة الى تصاعد المطالب الشعبية داخل المجتمع الاسرائيلي الذي يطالب بإنجاز الصفقة .

لعل واحدة من أبرز العوامل التي أعطت دفعة قوية للصفقة تكمن بحدوث تقدم واختراق بما يتعلق بالتطبيع مع العربية السعودية مقابل فتح افقا تفاوضيا يفضي الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.  ويشار هنا ان السعودية كانت قد قادت تحالفا دوليا بخصوص المطالبة بإقامة دولة فلسطينية .

ان اتمام صفقة تبادل اسرى وتحقيق هدنة تضمن انسحابا اسرائيليا حتى لو كان متدرجا قد يكون مفيدا بالوقت الراهن   وضمن موازين القوى الحالية  حيث أن ذلك أن تحقق فانه سيفشل مخطط التهجير التي نفذت دولة الاحتلال جزء منه بالشمال عبر تطبيق خطة الجنرالات قي إطار عمليات التطهير العرقي والابادة الجماعية.

والفائدة هنا لا تكمن بتحقيق اهداف شعبنا والتي سيستمر رغم التضحيات والصعاب بالكفاح من أجل تحقيقها كما أكد ذلك خلال مسيرته الطويلة ولكن تكمن الفائدة في إعاقة مخططات الاحتلال والتي تتجسد  بمخاطر إعادة الاستيطان بالقطاع إضافة لمخاطر التهجير .

ويشار هنا ان لغة التهجير وإعادة الاستيطان بالقطاع تصاعدت اخيرا داخل المجتمع الاسرائيلي خاصة من قبل المجموعات الصهيونية اليمنية ومن اوساط من حكومة الاحتلال ابرزهم بن غفير وسموتريتش.

– ستعمل صفقة التبادل والهدنة اذا ما طبقت دون معيقات وألاعيب قد يلجأ لها نتياهو حفاظا علي ائتلافة الحكومي على افشال مخطط الاستيطان والتقسيم الجغرافي للقطاع وإعادة السيطرة الكولونيالية والامنية عليه هذا ان لم تقم حكومة الاحتلال بمزيد من المماطلة ووضع العراقيل وربما بهدف مقايضة الانسحاب من قطاع غزة بموافقة الرئيس ترامب بضم مساحات واسعة من الضفة الغربية .

واضح ان احد العوامل الهامة التي شجعت نتنياهو للمضي قدما باتجاة ابرام الصفقة يكمن بتحقيق الجائزة الكبرى والمحددة بتحقيق التطبيع مع العربية السعودية.

ان وقف التدهور وافشال مخططات حكومة اليمين الفاشية في دولة الاحتلال يتطلب العمل وبصورة سريعة على ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وفق اسس تضمن استثمار قرارات الأمم المتحدة واخرها القرار الأخير الصادر عن الجمعية العامة والذي أكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وبتصويت 172دولة .

وحتى لا نصبح أمام دويلة صفقة القرن التي أعلنها ترامب  بالدورة الرئاسية السابقة وهي دويلة مقطعة الاوصال على مساحات محدودة من الأراضي وتحت السيطرة الأمنية الاستعمارية فعلينا العمل على تجديد الاعلان عن قيام دولة فلسطين وفق القرار 19/67 بوصفها تحت الاحتلال ومن خلال أوسع اجتماع للمجلس المركزي بمشاركة الكل الوطني بما في ذلك ممثلين عن حركتي حماس والجهاد .

ان تجديد الاعلان عن دولة فلسطين ومطالبة العالم بإنهاء الاحتلال عنها سيعزز من المساعي العربية باتجاة المطالبة بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تملك الحق في تقرير المصير وسيقطع الطريق على مؤامرات الضم والتهويد ومخاطر التهجير او محاولات إعادة إنتاج دويلة مقلصة حتى عن صفقة القرن.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *