صباح تونس !

ابتسامة خضراء تمشط عشبها في صباحك ..وصباحك حين ينهض من غفوة الياسمين ” من تحت الياسمينة بالليل ” ليدقّ باب غرفتك في الفندق ليعلق ” مشموم الفل ” على بقايا نعاسك ..
صباح أخضر يبذل ما في وسعه كي يضخ في زهد شيخوختك ” روحك الخضرا ” لتقفز ” بالجينز ” وحذاء ” الأديداس ” ليطيح بأناقة وقارك ..
صباح تونس .. الحياة حين تشكر نعمتها و تقول لك : ” يعيشك ” وتعلّق على باب غرفتك بالفندق .. أيها الموت ” الرجاء عدم الازعاج “..
صباح تونس ..قلبك وهو يفتش في دفاتره العتيقة عن الحب يشرب قهوته على رصيف في شارع ” الحبيب ” .. والفرح حين يبحث عن عسله في معسل نرجيلة يطير دخانها اعلى من ” القهوة العالية ” في ” سيدي أبو سعيد ” والسعادة حين تحمل لك ” قفة القش ” في اريانة بسوق الخضار وتشوي لك السمك في ” حلق الواد ” وتبحث في ” المنزه ” عن الذين عادوا الى رام الله وغزة ، وتركوا قلوبهم في تونس ..
صباح تونس .. حين يعود الفلسطيني ليتفقد قلبه في شوارعها ، ويقف خاشعا على دموع محمود درويش على كتفها في الوداع الأخير ..و ما تركناه فيها من شهداء في ” حمام الشط ” ..
صباح تونس ..قلب فلسطين حين يقلّب في دفتر مذكراته عن بلاد منحتنا وطنا مؤقتا وعاصمة بدل عن ضائع ، وهرعت عن بكرة ابيها لتستقبل سفن الفلسطينيين في بنزرت وتعلق على صدورنا مشموم الفل ، وتمسك بيدنا وتأخذنا الى قرطاج وتداوي تشردنا المزمن بوطن مؤقت يصب لنا الشاي الأخضر في ” قمرت “..
صباح تونس ..قلبك حين يعود الى قلبه ليقول لتونس : يعيشك !