صباح بغداد !

يشرق من غفوة ناي تتثاءب أحزانه على ضفة النهر ، ينهض من ثمالة الخمر في أقداح فاضت عن حاجة ” أبو نؤاس ” ..
صباح من نحاس ، منزوع الندى ، يوقظ قيظه النائمين على سطوح المنازل في حلم نسمة قد يسمح لها دجلة اغماض عينين من سهد الليالي بين الرصافة والكرخ ..
صباح موجوع الخاصرة يشرق من بين نخلتين ، تعبتا من شموخ النخل يتفرج على رشاقته على صفحة ماء النهر الذي يشطر المدينة الى نصفين ..
لي في الذاكرة من صباحات بغداد ما يدغدغ القلب في صباح يشرق من ” عباية ” سوداء أوجعت روح الراحل ناظم الغزالي ، صاحب أجمل فطور صباحي ” ريوق ” عراقي مؤلف من خدّ من ” القيمر ” القشطة ” خدك القيمر اتريق انا منه ” …
ومن غيرها بغداد تصنع صباحها من ” قيمر ” في مدينة العشاق والشعراء والطغاة ، وتنهض كل صباح ” لتعبر الشط على مودك ” ..